وقوله: «أنا أَوْلَى النَّاسِ بعيسَى» [خ¦٣٤٤٣] أي: أخصّهم به وأقرَبُهم إليه.
وقوله في المَواريثِ: «فلأَولَى رجلٍ ذَكَرٍ» [خ¦٦٧٣٢] أي: لأقعَدِهم بالوِلَايةِ وأقرَبِهم، وقد ذكَرْناه في الألفِ والخلافَ فيه والتَّغيِيرَ.
والمَولَى يقَع على الولي بالنَّسبِ، والاسمُ منه الوَلاية بالفتح، وعلى القيِّم بالأمرِ، والاسمُ منه الوِلاية بالكسر، وعلى المُعتِق من فوق المُنعمِ به، وعلى المُعتَق، والاسمُ منه الوَلاءُ، وعلى النَّاصرِ، وعلى الحَليفِ، وعلى بني العَمِّ، والعَصبَةِ والأوْلِياءِ والأقَارِبِ، قال الفرَّاءُ: المَولَى والوَلِيُّ واحدٌ، وأصلُه من الوَلْيِ بالسُّكونِ، وهو القُربُ، والوَلايةُ بالفَتحِ النَّسبُ والنُّصرةُ، وبالكَسرِ من الإمارَةِ.
وفي مُسلمٍ: «لا يَحِلُّ … أن يُتَوالَى مَولَى الرَّجلِ» هو مُفاعَلة من الوَلاءِ.
وقوله: «مَن تَولَّى قَوماً من غَيرِ إذْنِ مَوَالِيه» [خ¦١٨٧٠] أي: انتسَب إلَيهِم، وفي اشتِرَاطه بغير إذنِ مَوالِيه حجَّة لمن أجاز شِراء الوَلاء وهِبَته، والأكثرُ على مَنعِه.
وقوله: «فلمَّا وَلَّى» [خ¦٤٠] أي: انصرَف وأعرَض، ومنه قوله: ﴿يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ﴾ [آل عمران: ١١١].
وقوله: «من أَبرِّ البرِّ صلَة الرَّجلِ أَهلَ ودِّ أبيه بعد أن يُوَلِّيَ» أي: يمُوتَ وهو ممَّا تقدَّم.
وقد يكون التَّولي بمعنَى: الاستِقبالِ، ومنه قولُه تعالَى: ﴿فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ﴾ [البقرة: ١١٥] أي: تستَقبِلُوا.
وقوله: «وَكان الَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ» [خ¦٤٧٥٧] أي: ولِيَه وتقلَّد إشاعَته ورضِيَه، يقال: وَلِيَ بمعنى: تَولَّى، وقيل ذلك في قوله تعالى: ﴿وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا﴾ [البقرة: ١٤٨] أي: مُتولِّيها.
وقوله: «ولا بأسَ بالشِّرك والإقالةِ والتَّولِيَة في الطَّعامِ وغَيرِه»، والتَّولِيَة في البَيعِ مَذكُورة في غير مَوضعٍ من «المُوطَّأ» وغَيرِه، مَأخُوذة من التَّولي الَّذي هو الانصرافُ والإعراضُ، كأنَّه صرَفه عنه لغَيرِه، وأعرَض عنه.
وقوله: «﴿أَوْلَى لَكَ﴾ [القيامة: ٣٤]» [خ¦٤٩٢٩]، و «أَوْلَى والَّذي نَفسِي بيَدِه» قيل: أصلُها من الوَيلِ فقُلِب، وقيل: من الولي؛ وهو القُربُ؛ أي: قارَب الهَلكةَ، وقيل: هي كلِمَة تَستَعمِلُها العربُ لمن رام أمراً ففَاتَه بعد أن يُصِيبَه، وقيل: كلِمةٌ تقال عند المَعتبَةِ، بمعنى: كيف لا، وقيل: معناها التَّهدِيد والوَعِيد، وقيل: تَحذِير؛ أي: قارَبت الهَلكةَ فاحْذَر، وقد ذكَرْناها في الهَمزةِ.