١٤٥٦ - (ص ب أ) قوله: «هذا الصَّابيء»[خ¦٣٥٢٢] و «أَوَيْتُم الصُّباةَ»[خ¦٣٩٥٠] بضمِّ الصَّادِ، جمعُ صابٍ، مثل: رامٍ ورُماة، كأنَّه سهَّلَ الهمزةَ ثمَّ حذفَها، ومن أظهرَ الهمزةَ قال:«الصَّبَأَة» مثل: كافر وكفرة، وصابئون مثلُ: كافرون، ومعناه: الخارجُ من دينٍ إلى دينٍ. ومثلُه: ﴿الصَّابئون﴾ و ﴿الصَّابيون﴾ [المائدة: ٦٩] وقُرِئَ بهما جميعاً، وهم ملَّةٌ تُشبِهُ النَّصرانيةَ وتخالفُها في وجوهٍ تعلَّقوا فيها بشيءٍ من اليهوديَّةِ، فكأنَّهم خرجوا من الدِّينَين إلى ثالثٍ، ومنهم من يعبُدُ الملائكةَ، ومنهم من يعبدُ الدَّراريَّ، وقِبلةُ صلاتِهم من جهةِ مهبِّ الجنوبِ، ويزعُمون أنَّهم على دينِ نوحٍ ﷺ.
وقوله:«أَصَبَوتَ» كذا الرِّوايةُ؛ أي: أصبأتَ، وقريشٌ كانت لا تهمزُ وتسهِّلُ الهمزةَ كما تقدَّمَ؛ أي: أخرَجْتَ عن دينِكَ؟، فأمَّا: صبا يصبو غيرُ مهموزٍ فمن الصِّبا؛ مقصورٌ مكسورٌ، والمصدر: صَباءٌ بالفتحِ والمدِّ، وصُبُوّاً مثلُ: علا يعلو عَلاءً وعُلُوّاً، والاسمُ: صِباً وصَبوَةٌ، وهي أخلاقُ الشَّبيبةِ والفتوَّةِ، وكذلك من الفِتنةِ.
١٤٥٧ - (ص ب ب) قوله: «لَترجِعُنَّ بعدي أَساوِدَ صُبّاً» بضمِّ الصَّادِ وشدِّ الباءِ، الأساودُ: نوعٌ من الحيَّاتِ عظامٌ، فيها سوادٌ، وهي أخبثُها، وقد تعترضُ الرِّفقةَ وتتبعُ الصَّوتَ، والصُّبُّ منها، قال الحربيُّ: التي تنهشُ ثمَّ ترتفعُ ثمَّ تنصبُّ، يعني بذلك يُشبِّهُهم بها، بما يتولَّونه من الفتنِ والقتلِ والأذى، وقيل: صُبّاً هنا: صفةٌ للرِّجالِ، جمعُ صابٍ، مثلُ: غازٍ وغُزَّىً، وقال بعضُهم: