هناك، وقال صاحبُ «الأفعال»: وهَل إلى الشَّيء وهْلاً ذهَب وهمُه إليه، ووهِل وهَلاً جبُن، وأيضاً قلِق وأيضاً نسِي، وفي الحَديثِ:«فذهَبَ وهلي إلى أنَّها اليَمامةُ أو هَجَرُ»[خ¦٣٦٢٢] أي: ذهَب وَهمِي إلى ذلك، وهذا يصحِّحُ كسر الماضي؛ لأن مَصدرَ فعَل لا يأتي على فَعَل.
٢٤٣٦ - (و هـ م) قوله: «حتَّى نقولَ قد أَوْهَمَ»، و «إنِّي لأَهِمُ في صَلاتِي» كذا للجُمهورِ من الرُّواةِ، وعند القُلَيعيِّ:«أوهم»، وهما صحيحان بمعنًى، يقال: وهِم بالكَسر يَوْهَم إذا غلِط، ووهَم بالَفتحِ يهِم إلى كذا ذهَب وهمه إليه، وأوْهَمت الشَّيء ترَكتُه، قاله ثعلبٌ، وأَوْهَم في صَلاتِه أسقَط منها شيئا.
٢٤٣٧ - (و هـ ن) في صَدرِ مُسلمٍ في ذِكْرِ المُعنْعنِ وذَكَر أسانيدَ: «واهِنَةً» كذا عند الطَّبريِّ بالنُّون، ولغَيرِه بالياء، ومعناها مُتقاربٌ، الوَهنُ: الضَّعفُ، وفي الكتابِ: ﴿وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي﴾ [مريم: ٤] أي: ضَعُف ورقَّ، ومِثلُه:«واهِيةٌ» أيضاً، قال الله تعالى: ﴿فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ﴾ [الحاقة: ١٦] أي: ضعِيفةٌ، ووهَى الشَّيء يَهِي ووهَن يهِن بمعنًى، ومِثلُه قوله:«في تَوهينِ الحديثِ» أي: تَضعِيفِه.
٢٤٣٨ - (و هـ ص) قوله: «فرَمَيْناهُ … حتَّى وَهَصْناهُ» أي: رمَيناه حتَّى أثخَنَّاه، وقيل: دققناه، وأصلُ الوَهصِ: السُّقوطُ، وقد رُوِي عن ابنِ الحذَّاء بالضَّادِ المُعجمةِ، والهضُّ: الكسرُ، وروَاه بعضُهم في غير كتابِ مُسلمٍ:«رهَصْناه» بالرَّاء، ومعناه حبَسنَاه، وأصلُه من داء يأخذُ الدَّواب في حَوافرِها لا تمشي به إلَّا مع غمز وعِثار، والرَّهصُ نفسُه الغَمزُ والعِثارُ.
الوَاو مع اليَاء
٢٤٣٩ - (و ي ح) قوله: «وَيحَكَ»[خ¦٨٠٦]، و «وَيلَكَ»[خ¦١٦٨٩]، و «وَيلُ أُمِّه»[خ¦٢٧٣١]، و «لأُمِّه الوَيلُ»[خ¦٤٠٣٩]، و «اركَبْها وَيحَكَ أو وَيلَكَ»[خ¦٢٧٥٤]، و «ويكه»، و «وَيحَ عَمَّارٍ»[خ¦٤٤٧]، و «وَيسَ ابنِ سُمَيَّةَ» وتكرَّرت هذه الألفاظُ في الحَديثِ، قيل: ويح كلِمةٌ تُقالُ لمن وقَع في هَلَكةٍ لا يستَحِقُّها فيُترحَّم عليه ويُرثَى له، وويل تقال لمن يَستَحِقُّها ولا يُترحَّم عليه، وقال ابنُ كيسان عن المازنيِّ: الويلُ قبوح، والويحُ ترحُّم، وويس تَصغِيرُها؛ أي: هي دُونَها، وقال سِيبُويه: ويح زجر لمن أشرَف على هلَكةٍ، وويل لمن وقَع فيها، وعن عليِّ بنِ أبي طالبٍ ﵁: الويحُ بابُ رحمةٍ، والويلُ بابُ