بِالسُّوقِ والأعناق﴾ [ص: ٣٣] كما قال الله تعالى. قيل: ضَرَبَ أعناقَها وعَرْقَبَها، يقال: مسَحَه بالسَّيفِ؛ أي: ضرَبه، والمسْحُ: الضَّرْبُ والقَطْعُ، وقيل: مسَحَها بالماءِ بيدِه.
وقوله في حديثِ الخَضِرِ في الجدار:«فمسَحَه بيدِه فاستقامَ»[خ¦٢٢٦٧] ظاهرُه أنَّه أقامه بمسحِه يدَه عليه، وقيل: كما يقيمُ القلَّالُ الطِّينَ بمسْحِه.
١٢٧٠ - (م س ك) قوله: «خذي فِرْصَةً مُمَسَّكةً»[خ¦٣١٥] بفتح السِّين، قيل: مطيَّبةً بالمسكِ، وقيل: ذاتَ مَسْكٍ؛ أي: جِلدٍ؛ أي: قطعةَ صوفٍ بجِلْدِها، أو من الإمساكِ بجلدِها؛ لأنَّها أضبطُ لها، وقال القُتَبيُّ: مُمَسَّكةً؛ أي: محتملَةً في القُبُلِ، وقد رواه بعضُهم: بكسر السِّينِ؛ أي: ذاتَ مساكٍ، وفي الحديث الآخر:«فِرْصَةً من مسكٍ»[خ¦٣١٤] رُوي: بفتحِ الميم وكسرِها، وبالفتح قيَّدها الأَصيليُّ ورواه مسلمٌ؛ أي: قطعةَ جلدٍ، وبالكسر: قطعةً من مسكِ الطِّيبِ المعلومِ، وهي روايةُ الطَّبريِّ عن مسلمٍ وبعضُ رواةِ البخاريِّ، وكذا رواها الشَّافعيُّ وجماعةٌ، ويدلُّ على ترجيحِه قولُه في بعضِ الأحاديثِ:«فإنْ لم تجدي فطِيْباً، فإنْ لم تفعَلي فالماءُ كافٍ».
وقولها:«إنَّ أبا سفيانَ رجلٌ مِسِّيكٌ»[خ¦٢٤٦٠] أكثرُ الرُّواةِ يضبطونَه بكسرِ الميمِ وتشديدِ السِّينِ للمبالغةِ في البخلِ، مثل: شرِّيبٌ وخمِّيرٌ، وروايةُ المتقِنينَ وأهلِ العربيَّةِ فيه: مَسِيك، بفتح الميمِ وكسر السِّينِ، وكذا ضبطَه المستمليْ، وكذا قيَّدناه عن أبي بحرٍ في مسلمٍ، وبالوجهَين قيَّدناه عن أبي الحُسَينِ، والمَسِيكُ: البخيلُ وكذا ذكرَه أهلُ اللُّغةِ.
وقوله في حديثِ السَّبعينَ ألفاً:«متماسكينَ آخِذٌ بعضُهم ببعضٍ حتَّى يدخُلَ أوَّلُهم وآخرُهم»[خ¦٦٥٤٣] وفي الحديثِ الآخرِ: «لا يدخُلُ أوَّلُهم حتَّى يدخُلَ آخرُهُم»[خ¦٣٢٤٧] ظاهرُه أنَّ بعضَهم يمسِكُ بيدِ بعضٍ حتَّى يدخُلوا صفَّاً واحداً، أو في مرَّةٍ واحدةٍ، كما قال:«آخِذٌ بعضُهم ببعضٍ»، وكما قال في الرِّوايةِ الأخرى في كتابِ مسلمٍ:«زمرةً واحدةً» وقد تقدَّم الكلامُ على بقيَّةِ الحديثِ في حرفِ اللام.
وقوله:«فأصبتُ منها ما دونَ أن أمسَّها» أي: ما عدا الجِماعَ، والمسُّ والمَساسُ: الجِماعُ. قال الله تعالى: ﴿وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ﴾ [البقرة: ٢٣٧].