قال الفقيه القاضي أبو الفضل عياض بن موسى ﵀: وإذ انقَضَت رسوم الحرُوف على ما رتَّبناه، فلنعج على ما قبلُ وعَدْناه، من بيانِ أمُورٍ مُشكِلَة بقِيَت في هذه الكتُب: في جملَة كلامٍ، وجمعِ ألفاظٍ، يقتَصِرُ إشكالها على كلِمَة واحِدَة، ولفظَة مُفرَدة تدخُل تحتَ ضَبطِ الحرُوفِ، ورتَّبنا ذلك على ثلاثة أبوابٍ، كما نبَّهنا عليه أولَ الكتابِ.
البابُ الأوَّل
في الجُملِ الَّتي وقَع فيها التَّصحيفُ، أو طمَسَ مَعنَاهَا التَّغييرُ والتَّلفِيفُ، وما وقَع فيها اختِلافٌ من ذلك، ممَّا لم يُذكَر في تراجمِ الحُروفِ، فمِن ذلك ممَّا وقَع في المتُونِ
ففي «المُوطَّأ» مِن ذلكَ:
٢٤٥٥ - قوله في (باب المُستَحاضةِ) في حَديثِ: بنت جَحشٍ، وقولُه في (بابِ صلاةِ النَّبي ﷺ الوِترَ): «فقامَ رسولُ الله ﷺ فصلَّى ركعَتينِ طَويلتينِ طَويلتينِ» كذا عند يحيَى بنِ يحيَى الأندلسيِّ، وخالَفُه سائرُ رُواةِ «المُوطَّأ»، فقَالُوا في الأوَّل:«فصلَّى ركعتينِ خفيفَتَينِ ثمَّ صلَّى ركعتينِ طَويلتينِ طَويلتينِ طَويلتينِ» وهو الصَّوابُ، وكذلك لهم ذِكْر «طوِيلَتين» ثلاث مِرار في بقِيَّة سائر الرَّكعاتِ، واختُلِف على يحيَى في ذلكَ، فعِندَ عامَّة شيُوخِنا وشيُوخِهم كما