للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ومعنى ذلك: أنَّ العَجمَ كانت تَستَعمِلها في الكَوامِيخِ وأشْباهِها من الجوَارِشات على المَوائدِ، وحول الأطْعِمَة للمُشتهى والهضم، فأخبَر أنَّ النَّبيَّ لم يأكُل على هذه الصِّفة قطُّ.

وقال الدَّاوديُّ: هي القَصعةُ الصَّغيرةُ المَدهُونة.

وذكر في تَفسيرِ الغُبَيراءِ: «السُّكُرْكة» وهي خمرُ الذُّرةِ بضمِّ السِّين والكاف وسُكونِ الرَّاء، ويقال أيضاً: «الأُسْكُرْكة» بضمِّ الهَمزةِ وسُكونِ السِّين، ورُوِيا جمِيعاً، والأوَّلُ أشهَر.

٢٠٧٤ - (س ك ك) قوله: «فجَرَت في سِكَكِ المَدينةِ» [خ¦٢٤٦٤]، و «يَسعَون في السِّكَكِ» [خ¦٩٤٧]، و «يَتبَعُها في سِكَكِ المَدينةِ» [خ¦٥٢٨١]، و «لقيه في بعض سِكَكِ المَدينةِ»، و «يَسعَون في السِّكة»، و «سِكَّة بني غَنْمٍ» [خ¦٣٢١٤] السِّكَكُ هي: الطُّرقُ والأزِقَّةُ، وأصلُها: الطَّريقةُ المُصطَفَّة من النَّخلِ، فسُمِّيت الطُّرقُ في المُدُن بذلك؛ لاصطِفَاف المَنازلِ بجانِبَيها.

وقوله: «جَدْيٌ أَسَكَّ» قيل: هو الصَّغيرُ الأذُنَين مُلتَصقهُما، وهو أيضاً الَّذي لا أُذنَان له والَّذي قُطِعتْ أذُناه، سَكَكته؛ أي: اصْطَلَمت أذنَيه، وهو أيضاً الأصَمُّ الَّذي لا يَسمَع، ومنه قوله: «سَمِعته منه وإلَّا فَاسْتكَّتا» أي: صُمَّتا، والاستِكاكُ: الصَّمَمُ، والسَّكَكُ: ضيق الصِّماخِ، ومن روَاه: «اصطكتا» بمعناه أبدَل التَّاء طاءً من افتَعَل، كما قالوا: اصطَنَع لقُربِ مَخرجِها من السِّين والصَّادِ.

وقوله: «ثمَّ جمَعتُه في سُكٍّ» [خ¦٦٢٨١]، و «قِلادَة من سُكٍّ» [خ¦٧٧/ ٥٧ - ٨٧٦١] هو طيبٌ مَصنُوعٌ مجمُوعٌ مَعلُوم.

٢٠٧٥ - (س ك ن) قوله: «ونزَلت عليهم السَّكينة»، و «تلك السَّكينةُ نزَلَت-لقِرَاءة- القُرآن» [خ¦٤٨٣٩] قيل: هي الرَّحمةُ، وقيل: الطُّمَأنِينَة، وقيل: الوَقارُ وما يَسكُن به الإنسان، مخفَّفة الكاف، هذا المَعروفُ، وحكَى الحربيُّ عن بعضِ اللُّغويِّين فيها التَّشديدَ، وذُكِر عن الفرَّاء والكِسائيِّ، وقد يحتَمِل أنَّ الَّتي نزَلَت لقِراءَة القُرآنِ السَّكينةُ الَّتي ذكَر الله تعالى بقَولِه: ﴿فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ [البقرة: ٢٤٨]، فقد قيل: إنَّها شيءٌ كالرِّيحِ، وقيل: خَلقٌ كالهرِّ، وقيل: خَلقٌ لها وَجهٌ كوَجهِ الإنسان، وقيل: روحٌ من الله تُكلِّمُهم وتُبيِّن لهم إذا اختَلَفوا في شيءٍ، وقيل فيه غير هذا، وفيما ذكَرْناه ما يحتَمِل أن ينزل مثل هذا على قرَّآءِ القُرآنِ أو يجتمع للذِّكر؛ لأنَّها من جُملةِ الرُّوحِ والمَلائكةِ، والله أعلَم.

<<  <  ج: ص:  >  >>