وقوله في الزَّكاةِ:«فإنَّه كانَ ضِماراً» قال صاحبُ «العينِ» هو الذي لا يُرجى رُجُوعه، وقيل: الغَائبُ، وفي «الجمهرةِ» الضِّمارُ: خلافُ العِيَانِ، وقيل: أصلُ الضِّمارِ: ما حُبِس عن صاحبِه ظلماً بغيرِ حقٍّ.
١٥٥٥ - (ض م م) قوله: «هل تُضَامُّونَ في رؤيةِ القمرِ» * [خ¦٥٥٤] يُروى بتشديدِ الميم وتخفيفِها، فمعنى المشدَّدِ من الانضمام؛ أي: لا تُزاحَمونَ حينَ النَّظرِ إليه، وهذا إذا قدَّرناه تُضامَمون بفتحِ الميم الأولى، ويكونُ أيضاً: تُضامِمون بكسرِها؛ أي: تُزاحِمون غيرَكم في النَّظرِ إليه كما تقدَّمَ في: «تُضارَّون»[خ¦٤٥٨١] ومن خفَّفَ الرَّاءَ فمن الضَّيم وهو الظُّلمُ؛ أي: لا يظلِم بعضُكم بعضاً في النَّظر إليه، ويَقدِرُ على منعِه عنه لشهرتِه.
وقوله:«ضِمَامَةٌ من صُحفٍ» كذا الرِّواية فيها وكَتَبنا عن بعضِ شيوخِنا أنَّ صوابَه: «إضْمامةٌ»؛ وهي جماعةُ الكتبِ، ضُمَّ بعضُها إلى بعضٍ، ولا يبعدُ أن تصحَّ الرِّوايةُ كما قالوا: لِفافةٌ لما لُفَّ، وضِبارةٌ لجماعةِ الكتبِ أيضاً، وقد تقدَّم، وفي «العينِ»: إِضمامةُ الكتبِ: ما لُفَّ بعضُه إلى بعضٍ.
وقوله:«وهو ضَامٌّ بين وَرِكَيه» كنايةٌ عن مدافعةِ الحَدثِ، كما نُصَّ عليه في غيرِ هذا الحدِيث.
وقوله:«من عالَ جاريتَينِ … جاءَ يومَ القِيامةِ أنا وهوَ، وضَمَّ أصابِعَه» يعني: قَرَنَها، كما قال في الأحاديثِ الأُخرِ:«أنَا وهوَ كهاتَين، وقرَن السَّبابةَ والإبهام» * [خ¦٥٣٠٤].
١٥٥٦ - (ض م ن) وقوله: «نَهى عَن … بَيعِ المَضامِين» هي الأجنَّة في البطونِ، كذا قالَ مالكٌ، وقال ابن حَبيبٍ: هو ما في ظهورِ الفحولِ، وقيل: بلِ المضامينُ ما يكونُ في بطونِ الأجنَّةِ مثلُ: «حَبَل الحَبَلة»[خ¦٢١٤٣] في الحديثِ الآخرِ.
وذكرَ «الضَّمان» وأصلُه الرِّعايةُ للشَّيءِ، وقوله في المجاهدِ:«فهوَ ضامنٌ على الله أن يُدخِله الجنَّةَ» بمعناهُ ذو ضمانٍ، والضَّمانُ: الكفالةُ كما قال في الحديثِ الآخرِ: «تكفَّل الله لمن خَرَج في سبيلِه»[خ¦٣١٢٣]، وفي الآخرِ:«تضَمَّن الله لمن خَرَج في سبيلِه» ومعناه، أوجبَ له ذلكَ وقضاهُ.
فصلُ الاخْتِلافِ والوَهم
قوله في تفسيرِ: ﴿وَأُوْلَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ﴾ [الطلاق: ٤] الآية «قال: فضمَّر فيَّ بعضُ أصحابِه» كذا للقابسيِّ: بالرَّاء، وعند أبي الهيثم:«فضَمَّزَ»[خ¦٤٩١٠] بالزايِ، وعندَ الأَصيليِّ:«فضمَّنَ» مشدَّد الميم بالنُّونِ، وكذا في روايةٍ عن ابن السَّكنِ ولبقيةِ شيوخِ الهرويِّ، إلَّا أنَّه