الجبلِ وغيرِه مثلُه، قال الأصمعيُّ: وصفحُ العنقِ من موضعِ الرِّداءِ من الجانبَينِ، يقالُ له: العاتقُ.
وقوله:«فصَفَّحَ القومُ»«وأخذَ النَّاسُ في التَصْفيحِ»[خ¦١٢١٨] أي: ضربوا بيدٍ على أخرى مثل: التَّصفيقِ، وقيل: هو بالحاءِ الضَّربُ بإحداهما على باطنِ الأخرى، وقيل: بأصبُعَين من إحداهما على صفحةِ الأخرى للإنذارِ والتَّنبيهِ، وسنذكرُه بعدَ هذا مفسَّراً.
١٥١٢ - (ص ف د) قوله: «صُفِّدَتِ الشَّياطينُ» أي: غُلَّتْ وأوثِقَتْ بأغلالِ الحديدِ وشُدَّتْ بها، يقال منه: صفَدتُه وصفَّدتُه: مشدَّدٌ ومخفَّفٌ بالحديدِ وفي الحديدِ، والأصفادُ: الأغلالُ، وقيل: القيودُ واحدُها: صَفَدٌ.
١٥١٣ - (ص ف ر) قوله: «لا صَفَرَ»[خ¦٥٧١٧] قيل: المرادُ الشَّهرُ المعلومُ، وتغييرُ الجاهليَّة حكمَه واسمَه في النَّسيءِ وتأخيرُهم المحرَّمَ إليه وتحريمُه، وهذا قولُ مالكٍ وغيرِه، وقيل: تقديمُه هو مكان المحرَّمِ وتحليله، وقيل: بل كانوا يزيدون في كلِّ أربعِ سنينَ شهراً يسمُّونَه صفرَ الثَّاني فتكونُ السَّنةُ الرَّابعةُ هي ثلاثةَ عشرَ شهراً، لتستقيمَ لهم الأزمانُ على موافقةِ أسمائها مع الشُّهورِ وأسمائها، ولذلك قال ﷺ:«السَّنةُ اثنا عَشَرَ شهراً»[خ¦٣١٩٧] وقيل: بل معنى: لا صَفَرَ المرادُ به: دوابٌّ في البطنِ كالحيَّاتِ تصيبُ الإنسانَ إذا جاعَ وتُعدي، فأبطلَ الإسلامُ العَدوى.
وقوله:«مَلِك بني الأصْفَرِ»[خ¦٧] هم الرُّومُ، قيل: سُمُّوا بذلك باسمِ جدِّهمُ الأصفرِ بن رُومِ بن عِيصُو بن إسحاقَ بن إبراهيمَ، قاله الحربيُّ، وقيل: بل لأنَّ جيشاً من الحبشةِ في الزَّمنِ الأوَّلِ غلبَ عليهم، فوطِئَ نساءَهم فوُلِدَ لهم أولادٌ صفرٌ، فنُسِبوا إليهم، قاله ابنُ الأنباريِّ، والأوَّلُ أشبهُ.
وقوله في أهلِ خيبرَ:«صَالحَهم على الصَّفْراءِ والبَيضاءِ» أي: الذَّهبِ والفِضَّةِ.
١٥١٤ - (ص ف ف) وقوله: «الصُّفَّة»[خ¦٢٠٤٧] و «أصحابُ الصُّفَّةِ»[خ¦٤٢٢] بضمِّ الصَّادِ وتشديدِ الفاءِ، هي مثلُ الظُّلَّةِ والسَّقيفةِ يَأوي إليها المساكينُ، قال الحربيُّ: هي موضعٌ مظلَّلٌ من المسجدِ يَأوي إليه