للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

في رِوايَة الدِّمشقيِّ عن مُسلمٍ، قيل: جمعُ رُؤيَة وهو ما يُدَبِّره المرءُ ويُعدُّه أمام عمَلِه أو قَولِه، وقيل: جمعُ رَاوِية له؛ أي: ناقِل، ويحتَمِل أنَّه اسْتِعارَة لحامِلِه، من راوِيَة الماء لحَملِها إيَّاه، وكما قيل: كَنِيف عِلْم، ووِعاء عِلْم.

وقوله: «حتَّى أرْوى بشَرَته» [خ¦٢٧٢] يريدُ في الغَسلِ؛ أي: أبلَغَها الماء، ووصل إليها.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله في الهِجْرةِ: «معي إداوَة عليها خِرقَة قد روَّأْتُها» كذا لجَميعِهم في البُخاريِّ [خ¦٣٩١٧]، مَهموزاً، قيل: وصوابه: «رَويتُها» غير مَهموزٍ، ويحتَمِل معناه: ربَطتُها وشَدَدتُها عليها، يقال: روَيتُ البَعيرَ مخفَّفاً، إذا شدَدتَ عليه بالرِّواءِ وهو الحَبلُ، ويكون معناه أيضاً: عدَدتُها لرِيِّ النَّبيِّ ، وليتطهَّر بها، ولأجعَلَ له فيها ريَّه، يقال: ارتَوَى القومُ حمَلُوا رِيَّهم منَ الماءِ، وقد تصِحُّ عندي الرِّواية بالهَمزِ على نحوِ هذا المعنَى؛ أي: أعدَدتُها من روَّأتُ الأمر إذا أكمَلْت الرَّأي فيه وأعدَدْته، بدَليلِ رِوايَة مُسلمٍ: «ومعي إداوَة أرْتَوي فيها للنَّبيِّ ليتَطهَّر ويشرَبَ».

وفي صَدرِ كتابِ مُسلمٍ: «وزعَم القائلُ الذي افتَتحنا الكَلامَ على الحِكَايةِ عن قَولِه، والإخبار عن سُوء رُؤيتِه» كذا لكافَّة شيُوخِنا، وعن الهَوزنيِّ: «رِوايَتِه»، والأوَّلُ الصَّوابُ.

قوله في حَديثِ ابنِ عمرَ: «فلقِيهُما مَلك فقال لي: لم تُرَعْ» [خ¦١١٢١] كذا الرِّواية فيها بغَيرِ خِلاف، وهو المَعروفُ؛ أي: لا رَوْعَ عليك، وقد فسَّرناه، ورواه بَقِيُّ بنُ مَخلَدٍ: «فلقِيَه ملَك وهو يزَعُه، فقال: لم تُرَعْ».

وقوله في تزويج خَديجةَ واسْتِئذانِ أختِها: «فارْتاحَ لذلك» كذا للنَّسفيِّ بالحاءِ، وكذا رواه مُسلمٌ عن سُويدٍ، وعند سائر رُوَاة البُخاريِّ: «ارْتَاع» [خ¦٣٨٢١] بالعينِ، وكِلاهُما صَحيحُ المَعنَى، فبِالحَاء: انبَسَط وسُرَّ، ومنه فلانٌ يَراحُ للمَعرُوف ويرْتاحُ، وبالعين أكبرُ مجيئِها له، واستعَدَّ لِلقائِها وتنبَّه له، أو للأمْرِ الذي استُؤذِن فيه، أو لما أصابَه من ذِكْر اسْمِ خَديجةَ، وحبِّه لها، وقَصدِه إيَّاها.

وقوله في قَولِ عبدِ القُدُّوسِ: «نهَى أن تُتَّخَذ الرَّوْح عَرْضاً» بفَتحِ الرَّاء الأولى وسُكون الواو بعدها هو تَصِحيفٌ من عبدِ القُدُّوسِ، وقد فسَّره بما هو خطَأ أيضاً، وهو الذي قصَد مُسلِمٌ بيان خَطَئِه، وإنَّما صحَّفه من الحَديثِ الآخَرِ: «نهَى أن تُتَّخذَ الرُّوح غَرَضاً» بضمِّ الرَّاء أوَّلاً وفَتحِ

<<  <  ج: ص:  >  >>