للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: «بأرضٍ دَوِّيَّةٍ مَهلَكةٍ» بنَصبِ الميمِ واللَّامِ، كذا ضبَطْناه؛ أي: هلَك فيها سالِكُها بغيرِ زادٍ ولا ماءٍ ولا راحلةٍ، قال ثعلَبٌ: يقال: مَهلَكة ومَهلِكة، والكلامُ مهلِكة بالكَسرِ.

٢٢٨٦ - (هـ ل ل) قوله: «فلمَّا أهلَّ الهلال» * [خ¦١٩٦٥]، وفي الحَديثِ الآخَرِ: «استهلَّ علَينا الهِلَال» بفَتحِ الهاء والتَّاء، وفي حَديثِ يحيَى بنِ يحيَى: «واستُهِلَّ عليَّ رمَضَان» بضَمِّ التَّاء وكَسرِ الهاء على ما لم يُسمَّ فاعلُه، يقال: أُهِلَّ الهلال بضمِّ الهَمزةِ إذا طلَع، وأَهلَّ أيضاً بفَتحِها، واستَهَل بفتح التَّاء، ويقال: استُهِلَّ وأُهِلَّ إذا رُئِي بكَسرِ الهاء، وأهلَلْنا الهِلالَ واستَهْلَلناه رَأينَاه، ولا يقال: هلَّ الهِلالُ عند الأصمعيِّ، وقالَه غيرُه، وحكاه ابنُ دُريدٍ وصحَّحه، وقال: هلَّ هلّاً وأهَلَّ إهْلَالاً، وحكاه عن أبي زَيدٍ، وأهلَلنا الشَّهر أيضاً صِرْنا في أوَّلِه، ولا يُسمَّى القمر هِلالاً إلَّا في الثَّلاثِ ليال الأوَّل، وجمعُه أهِلَّة.

وقولها: «وجهه … يَتهَلَّل» أي: يظهرُ فيه السُّرورُ ونُورُه كأنَّه الهلال.

وقوله: «وأهلَلْنا بالحَجِّ» [خ¦١٥٧٢]، و «الإهلالُ بالحَجِّ» * [خ¦١٦٦]، و «بما أهْلَلتَ» [خ¦١٥٥٨]، و «إهلال كإِهلَالِ النَّبيِّ » [خ¦١٥٥٩] هو رفعُ الصَّوتِ بالتَّلبِيةِ عند الدُّخولِ فيه أو في العُمرةِ.

وقوله في المولود: «إذا استَهَلَّ صارِخاً» [خ¦١٣٥٨] إذا رفَع صَوته وصرَخ، وكلُّ شيءٍ ارتفَع صوتُه فقد استَهلَّ، ومنه الإهلالُ في الحجِّ، ومنه سُمِّي الهِلالُ؛ لأنَّ النَّاس يرفَعون أصواتَهم بالإخبارِ عنه، ﴿وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ﴾ [البقرة: ١٧٣] أي: ما رُفِع الصَّوت بذِكْر غيرِ الله علَيه، ثمَّ استُعمِل في كلِّ ما ذُبحِ لغَيرِ الله وإن لم يُرفَع به صوتٌ.

ومنه في الذِّكرِ بعد الصَّلاة: «وكان رسولُ الله يهلِّلُ بهِنَّ دبُر كلِّ صَلاةٍ» أي: يُعلِنُ بذلك، ويَرفَع به صَوتَه.

وقوله: «فمِنَّا المُكبِّر ومِنَّا المُهلُّ» كذا في «المُوطَّأ»، وفي مُسلمٍ في حَديثِ يحيَى بنِ يحيَى بلامٍ واحدَةٍ؛ أي: منَّا الرَّافعُ صوته بذِكْر الله، أَهلَّ الرَّجل إذا رفَع صَوتَه بذِكْر الله، وجاء في كتابِ مُسلمٍ في حَديثِ محمَّد بنِ حاتمٍ وسُريجِ بنِ النُّعمانِ: «ومنَّا المُهلِّل» بلامَين، وهو عندي أولى هنا؛ لقوله: «فمِنَّا المُكبِّر»، ومعناه هنا؛ أي: القائلُ لا إله إلَّا الله؛ لأنَّ المُكبِّر أيضاً رافعٌ بذكرِ الله صوته، فلا وجه لذِكْر رَفعِ الصَّوتِ في غيرِه بالذِّكرِ دونَه.

<<  <  ج: ص:  >  >>