للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

البارِئُ تعالى، وهو من أسْمائِه وصِفاتِه؛ أي: الخالقُ، وقيل: اشْتُقَّتْ البَريَّة عند مَن لم يُهمز من البَرَى، وهو التُّرابُ، وقيل: بل من قَولِهم: برَيتَ العُود إذا قَطعتَه وأصلَحْته، لكن اختصَّت هذه اللَّفظةُ بالحيوان في الاسْتعمالِ، ومنه في الحَديثِ: «من شرِّ ما خلقَ وبَرَأَ» مَهمُوز، كرَّر اللَّفظ لاختِلافِه، وهو بمعنَى التَّأكيدِ.

١٤٩ - (ب ر ج) في الحَديثِ ذِكْر «البَراجِم» وهي العُقَد الَّتي تكون مُتشنِّجة الجلد في ظهُور الأصابعِ، وهي مَفاصِلُها، قال أبو عُبيدٍ: البَراجِم والرَّواجِب جميعاً مفاصلُ الأصابعِ كلِّها، وفي كتاب «العين»: الرَّاجِبة ما بين البرجمَتين من السُّلامَى.

١٥٠ - (ب ر ح) قوله: «إلَّا أن تكون مَعصِيةً بَراحاً» * [خ¦٧٠٥٦] بفتح الباء؛ أي: جهاراً ظاهِرَة، وفي الحَديثِ الآخَر: «فبرَّحت بنا امرأتُه بالصِّياح» بتَشديدِ الرَّاء؛ أي: كشَفت أمرَنا وأظهَرَته.

وفي الحَديثِ الآخَرِ: «لقِينا منه البَرْحَ» بفتح الباء وسُكون الرَّاء؛ أي: المَشقَّةُ وشِدَّة الأمرِ، يُقالُ: بَرَحَ به كذا إذا شقَّ عليه، ومنه قوله: «ضرباً غيرَ مبرِّحٍ» [خ¦٦٧/ ٩٣ - ٧٧٢٩] أي: غير شديد، يبلغُ المَشقَّة من صاحِبِه والعَذاب له.

وقوله: «فما بَرِحَ» [خ¦٣٠٢٢] بكَسرِ الرَّاء، و «لم يبرَحْ» [خ¦٦٤٤٤] بفتحها وشِبْهه ممَّا تكرَّر في الحَديثِ؛ أي: لم يزَل، ومنه سُمِّيت اللَّيلة الماضِية: البارِحَة.

وقوله: «أصابه البُرَحاء» * [خ¦٢٦٦١] بضمِّ الباء وفتح الرَّاء ممدُود، وهو شِدَّة الكربِ، وهو شِدَّة الحمَّى أيضاً.

١٥١ - (ب ر د) قوله في الحُمَّى: «أبْرُدُوها بالماء» [خ¦٣٢٦١] بضمِّ الرَّاء، يقال: بَردت الشَّيء وبَرُد هو أيضاً مخفَّفَين.

وفي الحَديثِ الآخَر: «أَبرِدُوا بالصَّلاةِ» [خ¦٥٣٦] بكَسرِ الرَّاء؛ أي: صلُّوها عند انكِسارِ الوَهَج، وزوال الشَّمسِ، وبَرْدِ النَّهار بهبُوب الأرواح، يقال: أبرَد الرَّجل صار في بَرْدِ النَّهار، وأبرَدَ الرَّجل كذا إذا فعَلَه حينئذٍ، وقيل: معناه صلُّوها لأوَّل وَقتِها، وبقِيَّةُ الحديثِ يرُدُّ هذا التَّأويلَ، وفي الرِّواية الأُخرَى: «أبرِدُوا عن الصَّلاة» [خ¦٥٣٤]، و (عن) هنا بمعنَى (الباء).

<<  <  ج: ص:  >  >>