للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وذكر في الحَديثِ: «مَن صلَّى البَرْدَين دخَل الجنَّةَ» [خ¦٥٧٤] بفتح الباء والدَّال، قيل: الصُّبح والعَصر، والأَبْرَدان الغَداةُ والعَشيُّ، سُمِّيا بذلك؛ لبرد هَوائِهِما، بخلاف ما بينهما من النَّهارِ.

وذكر «البَرِيد» و «البُرُد» [خ¦١٨/ ٤ - ١٧٢٦] بضمِّ الباء والرَّاء، وهو جمعُ بَريدٍ، والبريدُ أربعة فراسخ، والفرسخُ ثلاثة أميال، والبَرِيدُ الرَّسولُ المُستَعجل، ودوَابُ البَريدِ دوابٌ تُعدُّ لهؤلاء، ومنه: «صلَّى أبو موسى في دار البَريد» [خ¦٤/ ٦٦ - ٣٩٦]، والبَريدُ الطَّريقُ أيضاً، ومنه في الحَديثِ الآخَر: «على بريد الرُّوَيثةِ» [خ¦٤٨٧]، وبرد لنا بريداً، أي: أرْسَلَه مُعجلاً، ومن هذا كلِّه سُمِّيت الدَّوابّ والرُّسل والطُّرق المُستعمَلة لذلك.

وفي الحَديثِ ذِكْر «البُردَة» [خ¦١٢٧٧] بضمِّ الباء، وهو كِساء مخطَّط، وجمعه بُرَدٌ بضمِّ الباء وفتح الرَّاء، وقيل: هي الشَّملة والنَّمِرَة، وقال أبو عُبيدٍ: هو كِساء مُرَبَّعٌ أسوَد فيه صِغَر، وفسَّره في حَديثِ البُخاريِّ: «هي الشَّملةُ، مَنسوجٌ في حاشِيَتِها» [خ¦٢٠٩٣]، والبُرد بغير هاءٍ ثَوبٌ من عَصَبِ اليَمنِ ووَشْيِه، وجمعُه برُودٌ، بزيادَة واوٍ على جمعِ الأوَّل.

وفي الدُّعاءِ: «اغسِلْه بالماء والثَّلج والبَرَد» * [خ¦٧٤٤] بفَتحِ الرَّاء، هو من المُبالَغة في الغُسلِ بالماء الطَّاهر الصَّافي الَّذي لم تَستعمِله الأيدي.

وفي الحديث الآخر: «وماء البَارِد» على الإضافَةِ، يريد الماءَ البَارِدَ، وهو من إضافة الشَّيء إلى نَفسِه على مَذهبِ الكُوفيِّين من النُّحاة، كقولهم: مَسجِدِ الجامعِ، وقد يريدُ بالبَاردِ هنا الخالصُ من الكَدرِ والتَّغيرِ، من قولهم: هي لك بَرْدةُ نَفسِها؛ أي: خالِصَة، وقد يحتَمِل أن يراد بالبَاردِ هنا الَّذي يُستَراح به لإزالته الخَطايا، من قولهم في تَفسيرِ قَولِه تعالى: ﴿لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا﴾ [النبأ: ٢٤] أي: راحة، ومن قولهم: أنا أبْتَرِد؛ أي: أسْترِيح.

وقد يكون وَصفه بالبارِدِ؛ لأنَّه به يُبرَدُ الشَّرابُ واللَّبن، ويُذمُّ بحَرارَته كما وُصِف شَراب أهلِ النَّار، وسُمِّي بالحميمِ لحَرارتِه.

وقوله في حَديثِ الهِجْرةِ، وفي غَزوةِ الحُديبِيَة: «وإنَّ عمَلَنا كلَّه برَدَ لنا» [خ¦٣٩١٥] أي ثبَتَ وخلُصَ، قال ابنُ الأنباريِّ: يقال: ما برَد في يدِه منه شيء؛ أي: ما ثبَت، وفي الحَديثِ: «بَرُدَ أَمْرُنا» أي: سَهُلَ، وقيل: يحتَمِل أن يكون معناه: استَقام وثبَت، ومنه: برَد عليه الحقُّ؛ أي: ثبَت.

وذكر «البُرْديَّ» بضمِّ الباء، وهو نوعٌ من التَّمرِ جيِّد.

<<  <  ج: ص:  >  >>