شابَّةٌ، وقالَ الخطَّابيُّ: العاتقُ: الجاريةُ حين تُدرِكُ، وقيل: اللَّواتي أشرفنَ على البلوغِ.
وقوله:«وهنَّ من العِتَاق الأُولِ»[خ¦٤٧٠٨] أي: من أوَّلِ ما أُنزلَ من القرآنِ، وقيلَ: من قديم ما تعلَّمتُ وقرأتُ من القرآنِ، والأوَّلُ أشبه لقولِه بعدُ:«وهنَّ من تِلادِي»[خ¦٤٧٠٨] أي: ممَّا تعلمتُ أولاً، فقد جاءَ بهذا المعنى ولا وجهَ لتكرَارِهِ، والعَتِيقُ: القَديمُ، وقد يكونُ هنا بمعنى الشَّريفاتِ الفاضلاتِ، والعربُ تقولُ لكلِّ متناهٍ في الجَوْدةِ: عتيقٌ.
وسميَّتِ الكعبةُ: البيتَ العتيقَ بذلك، وقيلَ:«لأنَّه أُعتقَ من الجَبَابِرةِ» * [خ¦٢٥/ ١٠٣ - ٢٦٥٢] أي: من تجبُّرهِم فيه، فلا يدخُلُه أحدٌ ويصلُ إليه إلَّا ذَلَّ عندَه، وذهبَت نخوتُه، وطافَ به، وقيل: لأنَّه أُعتقَ منهم فلا يدِّعي جبَّارٌ مِلْكه وإضافتَه إليه، وقيلَ: لأنَّه أُعتقَ من الغَرقِ بعهد نوحٍ، وقيل يحتَملُ أنَّه بمعنى: القديم، ولذلك قيل لمكَّةَ: أمُّ القرَى، والقريةُ القَديمةُ، وقال تعالى فيه: ﴿إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ٩٦] الآية.
وسمِّي أبو بكرٍ الصِّديقَ ﵁ عتيقاً، قيل: اسمُه، وقيل: لجمالِ وجهِه، والعتيقُ: الحسنُ، وقيلَ لأنَّه عتيقُ الله من النَّارِ، وقيلَ عتيقٌ: قديمٌ في الخيرِ، وقيلَ: لأنَّ أمَّه كانت لا يعيشُ لها ولدٌ، فلمَّا ولدَتهُ قالت: اللَّهم هذا عتيقُك من الموتِ، فهبه لي، وقيل: لشرفِه، وأنَّه لم يكن في نسبِه عيبٌ.
وقوله:«حَمَلتُ على فَرسٍ عَتيقٍ في سَبيل الله» أي: متناهٍ في الجَودَةِ كما تقدَّم تفسيرُه.
وقوله:«وإلَّا فقَد عَتَق منه ما عَتَق»[خ¦٢٤٩١] بفتحِ العينِ والتَّاءِ، في «البارعِ» يُقال: عَتَقَ المملوكُ يعتِق عَتْقاً وعَتَاقةً بالفتحِ فيهما، قالَ الخليلُ: وعَتَاقاً بالفتحِ أيضاً، قال غيرُه: والاسمُ العِتقُ بالكسرِ والعَتاقُ بالفتح، ولا يُقال: أُعْتِقَ ولا عُتِقَ، وقد أعتَقه مولاه وأَعتَق هو فهو مُعتَقٌ وعَتِيقٌ.