وقوله:«يَخْفِضُ القِسْطَ ويرفَعُه» قيل: هو كنايةٌ عن تقديرِ الرِّزقِ، والقِسْطُ هنا: الرِّزقُ؛ أي: يُوسِّعُه ويقتِّرُه، وقيل: القِسْطُ الميزانُ، وقد جاءَ في البخاريِّ في روايةٍ:«وبيدِه الميزانُ يَخفِضُ ويَرفَعُ»[خ¦٤٦٨٤] والمرادُ هنا: الإقدارُ على وجْهِ المِجازِ في ذكرِ الميزانِ لها وخَفْضِه ورفْعِه، وقد جاءَ بمعناه مُفسَّراً في حديثٍ آخرَ ذكرَه البخاريُّ في «تاريخِه»؛ قال ﵇:«الموازينُ بيدِ الله يرفعُ قوماً ويضعُ قوماً»[خ¦٦٥/ ٥٥ - ٧١٦٦].
وقوله في الدَّجَّالِ:«فخَفَّضَ فيه ورَفَّعَ» * [خ¦٥١٣٢] يريدُ -والله أعلم- صوتَه من كثرةِ ما تكلَّمَ به في أمرِه، ويحتملُ أنَّه خفَّضَ من أمرِه وهوَّنَه، كما قالَ في الحديثِ الآخرِ:«هو أهونُ على الله من ذلكَ»[خ¦٧١٢٢]، ورفَّعَ من شأنِ فتنتِه وعظَّمَ من أمرِه.
وقوله:«فخَفَضْتُ عالِيَه»[خ¦٣٩٠٦] أي: أمَلْتُه.
وقوله:«وخِفاضُ النِّساءِ» هو كالخِتانِ لهم، وأصلُه ضِدُّ الرَّفعِ، هو خَفْضُ ما ارتفَعَ منَ العُضْوِ بما قُطِعَ منه.