وقوله:«بالسَّندُوق» كذا هو في «الموطَّأ» بالسِّين، والمَشهورُ بالصَّاد، وهو مثلُ التَّابُوت.
٢١٠٠ - (س ن ن) قوله: «فاستَنَّتْ شرفاً أو شَرفَين»[خ¦٢٣٧١] أي: جرَت وحدَها طَلَقاً أو طلقَين، وقيل: لجَّت في عَدوِها وإقبالها وإدبارها، وقيل: الاستِنانُ يختَصُّ بالجريِ إلى فوق، وقيل: معناه مرحت ونشطت، والاستِنانُ كالرَّقصِ من «البارع»، وقال ابنُ وَهبٍ: أفلتت، ويحتَمِل أن يكون معناه: رعت على ما يتفسَّر بعد هذا في الحَديِث الآخر، وقيل: الاستِنانُ: جريُها بغير فارسٍ وسنُفسِّر الشَّرفَ بأشبَع من هذا في مَوضِعه.
وقوله:«وأن يَستَنَّ»[خ¦٨٨٠]، و «هي تَستَنُّ»، و «سَمِعنا استِنانها»[خ¦١٧٧٦]، والاستِنانُ والطِّيب بمعناه: يَستاك، والاستِنانُ: دَلكُ الأسْنانِ وحكّها بسِواكٍ ونحوه.
وقوله:«أعطُوا الرُّكُب أسِنَّتها» قيل: هو جمعُ الأسنانِ، والسِّنُّ: الرَّعيُ؛ أي: اترُكُوها ترعَى بها، هذا قول أبي عُبيدٍ، وقد انتُقِد عليه، وقيل: لا تُعرَف الأسِنَّة إلَّا جمع سِنان، إلَّا أن تكون الأسِنَّة جمع: أسنان فيكون جمع جمع، قاله الخطابيُّ، وأنكَر أبو مروان هذا وخطَّأه، وقال: أسنة من الجمعِ القَليلِ، فلا يكون جمع جمع، وقيل: جمعُ سِنان؛ وهو القُوَّة؛ أي: اترُكُوها ترعى لتَقوَى، وقيل: السِّنُّ: الأكلُ الشَّديدُ بالكسر، ويقال: أصابت اليوم الإبل سِنّاً من الرَّعيِ إذا مَشقَت فيه مَشْقاً صالحاً، ويجمَع على هذا أسْناناً، ثمَّ أسِنَّة مثل: أكنان وأكِنَّة، وهذا ممَّا يحتَمِله الحديثان معاً، وقال ابنُ الأعرابيِّ: معناه أحسِنُوا رعيها حتَّى تسمن وتحسُن في عين النَّاظرِ فتمنَعه من نَحرِها، فكأنَّها استترت منه بسِنان وأنشد:
له إبلٌ فرشٌ ذواتُ أسِنَّة
وفي هذا التَّأويلِ تكلُّف شديدٌ.
وقوله:«فسنَّها في البَطحَاء» أي: صبَّها، ومنه: فسَنَّ عليه الماء، وسَنَّ الماءُ على وَجهِه؛ أي: صبَّه، والشَّنُّ بالشِّين المُعجمَة وبالمُهملَة بمعنى: الصَّبُّ، وهو المرادُ هنا، ومنه:«فسُنُّوا عليَّ التُّراب سَنّاً» أي: أهيلوه وصبُّوه صبّاً سهلاً، ويُروَى بالشَينِ المعجمة، وقيل: هو بالمُعجمةِ في الماء تفريقُه ورشُّه، ومنه في حَديثِ ابنِ عمرَ:«كان يسنُّ الماء على وَجهِه ولا يشنُّه».
وقوله:«لتَتبِعُنَّ سَنَن من كان قبلَكم»[خ¦٣٤٥٦] بفتح السِّين والنُّون، روَيناه