للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله: «فَادَيتُ نَفسِي و … عَقِيلاً» [خ¦٤٢١] من ذلك؛ أي: أعطيتُ فداءَهما.

فصلُ الاخْتِلافِ والوَهمِ

في رَجَزِ عامرَ قوله: «فاغفِر فِداءً لَك ما اقتَفَينَا» كذا ذكرَه مسلمٌ في روايةِ جميعِ شيوخِنا، وكذا ذكرَه البخاريُّ في غزوةِ خيبرَ [خ¦٦١٤٨]، وفيه إشكالٌ؛ إذ لا يصحُّ إطلاقُ هذا اللَّفظِ على وجههِ في حقِّ الله تعالى، وإنَّما يُفدَى من المكارِه من تَلحقُه، والله تعالى منزَّه عن ذلك، وقيل: فيه تأويلاتٌ منها:

أنَّه قد يكونُ على معنى ألفاظِ العربِ التي تُدَعِّم بها كلامَها، وتصل بها خطابَها، وتؤكدُّ به مقاصدَها، ولا يلتفتونَ إلى معانيها، كقولِهم: ويلَ أمِّهِ، وتَرِبَت يَمِينه.

وقيل: يحتمل أن يكونَ على القطعِ ومداخلةِ الكلام، وأنَّه التفتَ بقوله: «فداءً لكَ» إلى بعضِ من يُخاطِبه، ثمَّ رجعَ إلى تمام دعائِه، وفي هذا بُعْدٌ وتعسُّفٌ كثيرٌ في الكلام.

وقيل: قد يكونُ على معنى الاستعارةِ، فإنَّ المرادَ بالتفديةِ هنا: التَّعظيمُ والإكبارُ؛ لأنَّ الإنسانَ لا يفدِي إلَّا من يُعظِّمه، وكأنَّ مرادَه في هذا: أبذلُ نفسِي ومن يعزُّ عليَّ في رضاكَ وطاعتِك، وقد ذكرَ المازَريُّ: أنَّ بعضَهم رواه: «فاغفِر لَنَا بذاكَ ما ابتغينا» وهذا لا إشكالَ فيه، لكنَّه لم يكُن عندَ أحدٍ من شيوخِنا في الصَّحيحَينِ.

وقد تقدَّمَ الخلافُ في حرفِ الباءِ في قوله: «اقتفَينا» وقد ضبطنا في هذا الحرفِ: فداءٌ وفداءً بالرَّفعِ على الابتداءِ، أو خبرِه؛ أي: نفسِي فداءٌ لك، أو فداءٌ لك نفسِي، والنَّصبِ على المصدرِ.

وذكرنا في حرفِ الرَّاءِ قوله: «قَطِيفَة فَدَكيَّة» [خ¦٤٥٦٦] والخلافَ فيه والصَّوابَ.

قوله في حديثِ خُطبةِ الفتحِ: «إما أن يُعقَلَ، وإمَّا أن يُفادَ أهلُ القتيلِ» وفي بعضِ الرِّواياتِ قالَ البخاريُّ: «يُقَادُ» [خ¦١١٢] بالقافِ، وكذا الرِّوايةُ عندَنا فيه في جميعِ النُّسخِ في بابِ كتابةِ العلم [خ¦١١٢]، وحكَى الدَّاوديُّ فيه: «يُفادَى» وهو اختلالٌ بمعنَى: يُعقَلَ، وقد ذكرَه البخاريُّ في (بابِ من قُتل له قَتيلٌ) -ومسلمٌ- «إمَّا أن يُودَى وإما أن يُقَادَ» [خ¦٦٨٨٠] وهذا موافقٌ للرِّوايةُ الأولى، وذكرَه مسلمٌ: «إما أن يُفدَى، وإمَّا أن يُقتَل» وذكرَه أيضاً: «إما أن يُعطى -يعني الدِّيةَ- وإمّا أن يُقادَ أهلُ القَتِيل» وكلُّه بمعنًى.

الفاءُ معَ الذَّالِ

١٨١٩ - (ف ذ ذ) قوله: «لا يَدعُ شَاذَّة ولا فَاذَّة» [خ¦٢٨٩٨]، و «إلَّا هذِه الآيةُ الجامِعَة الفَاذَّة» [خ¦٢٣٧١]، ويروى: «الفَذَّة»، و «فَاذَّة»؛ بمعنَى: «شاذَّة» سواء، وكذلك فذَّة،

<<  <  ج: ص:  >  >>