للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفَرْقُ ما بينهما، والبَونُ البُعدُ، والبَونُ مَسافةُ ما بين الشَّيئَين، والبَونُ الاخْتِلاف بين الشَّيئينِ، وحكَى بعضُهم في البُعدِ: البُون بالضَّمِّ، وأنشَد عليه:

إلى غَمرةٍ لا يَنظُر القوم بُونها

٢٢١ - (ب و ع) قوله: «قرَّبتُ منه باعاً» [خ¦٧٤٠٥]، وفي رِوايَة أُخرَى: «أو بُوْعاً» [خ¦٧٥٣٧] على الشَّكِّ، بسُكون الواو وفتح الباء، وهما بمعنًى صَحِيحان، الباع والبَوع والبُوع بالفَتحِ والضَّمِّ واحدٌ، وهو طولُ ذِراعَيْ الإنسانِ وعضُدَيه، وعَرضُ صَدرِه، وهما أربعة أذرُع، قاله الباجيُّ، وهي من الدَّواب قَدْرُ خطوتِها في المَشيِ، وهو ما بين قَوائمِها، وذلك ذِراعَان، والبوعُ أيضاً مَصدَر باع إذا بسَط باعَه، ومدَّ في سَيرِه.

والمُرادُ هنا بما جاء في الحَديثِ في حقِّ الله تعالى من مَجيئِه كذلك أو المَجيءِ إليه وتَمثِيله بالذِّراع والبَاعِ والمَشيِ والهَرولةِ: مجازُ كَلامِ العَربِ، والاستِعارَةُ لمُجازاةِ الله عبدَه عند طاعَتِه له، وإنابَتِه إليه، وإقْبالِه على عِبادَتِه بقَبول تَوبَتِه، وتَيسِيره لطاعَتِه، ومعُونتِه عليها، وتمامِ تَوفيقِه وهِدايَتِه، والله أعلَم بمُرادِه.

فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ

قوله في (باب ذِكْر المَلائكةِ) في حَديثِ الإسْراءِ: «فبِوُدِّي أن قد أمضَيتُ فرِيضَتي، وخفَّفتُ عن عِبادِي» كذا بالباء بواحِدَة مَكسُورة وواوٍ مَضمُومة ودالٍ مُشدَّدة، من الوُدِّ، كذا وجَدْته مُقيَّداً بخَطِّي في كتاب البُخاريِّ في هذا البابِ، ورواه سائرُ الرُّواةِ وفي سَائرِ النُّسخِ: «فنُودِيَ» [خ¦٣٢٠٧] بالنُّونِ، وهو الصَّوابُ، ووجهُ الكَلامِ، وبمعنَى ما جاءَت به الأحاديثُ في غيرِ هذا البَابِ في «الصَّحيحَين»، والأوَّلُ يختَلَّ به الكَلامُ، وهو تصحِيفٌ لا شكَّ فيه.

وقوله في (باب ﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [البقرة: ١٢٥]) في كتابِ الصَّلاةِ: «وأجِدُ بِلالاً قائماً بين البابَينِ» [خ¦٣٩٧] كذا عندَ كافَّتِهم، وعند الحَمُّوييِّ: «بين النَّاسِ»، والأوَّل الصَّوابُ.

وقوله: «ما بين الرُّكنِ والبابِ المُلتزَمُ» كذا ليحيَى بنِ يحيَى من رِوايَة ابنِ وضَّاحٍ وأبي عيسَى، وعنه أيضاً: «ما بين الرُّكنِ والمَقامِ المُلتزَمُ»، وهو وهمٌ، والصَّوابُ الأوَّل، وقد بيَّناه في حَرفِ الميمِ.

وفي صِفَة طَعامِ أهلِ الجنَّةِ: «قلت: فما بَالُ الطَّعامِ؟ قال: جُشَاءٌ» كذا في جميعِ نُسخِ مُسلمٍ، قال الكِنانيُّ: لعلَّه: «ما مآل الطَّعام»؛ لأنَّه جاء في رِوايَة الزَّبيديِّ: «أنَّ يهوديّاً سألَه إلامَ مصِيرُ طَعامِ أهلِ الجنَّةِ؟»

<<  <  ج: ص:  >  >>