قوله:«واشتَرِطي لهمُ الوَلاءَ»[خ¦٢١٦٨] قيل: معناه: عليهم كما قال تعالى: ﴿وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ﴾ [غافر: ٥٢] أي: عليهم، وقيل: معناه على وجهه؛ أي: افعلي ذلك لِيُبيِّنَ سُنَّته لهم، وأنَّ مثلَ هذا الشَّرطِ باطلٌ، فيكون بيانُه بفسخِ حكمِهِ أثبتَ، وليقومَ به كما فعلَ بمَجْمَعِ النَّاس.
١١٨٥ - (ل هـ ف) قوله: «الملهوفُ»[خ¦١٤٤٥] هو: المظلومُ، يقال: لَهُفَ الرَّجلُ إذا ظُلِم، ولُهِفَ أيضاً مثلُه على ما لم يُسَمَّ فاعلُهُ إذا كُرِبَ، وكذلك لَهِفَ: بفتح اللام وكسر الهاء فهو لهفَانٌ ولهيفٌ وملهوفٌ؛ أي: مكروبٌ.
١١٨٦ - (ل هـ و) قوله: «فكنت أعرِفُها في لَهَواتِ رسولِ الله ﷺ»[خ¦٢٦١٧]، و «حتى أرى لَهَواتِه»[خ¦٤٨٢٨] جمعُ لَهَاةٍ وهي اللَّحمةُ التي بأعلى الحَنْجرَة من أقصى الفم.
١١٨٧ - (ل هـ ى) قوله في خبر الصَّبيِّ: «فلهَى النَّبيُّ ﷺ بشيءٍ بينَ يديه» بفتح الهاء؛ أي: غفَل عنه به؛ نسيَه. ومنه قول عمر:«ألْهَانِي الصَّفْقُ بالأسواقِ»[خ¦٢٠٦٢] أي: أنسانِي وشغلنِي، وقيل: لَهَى عنه: انصرفَ عمَّا كان فيه، وهي لغةُ طيءٍ كما يقولون: رقَى بمعنى صعِدَ، وغيرهم يقولون: لهِيَ بكسر الهاء، وهو المشهور، وكذلك رقِيَ، فأمَّا من اللَّهو: فلَهَا يلْهُو.
[فصل الاختلاف والوهم]
قوله:«فلهَدَني في صدْرِي لَهْدَةً» بالدَّال المهملة لكافَّة شيوخِنَا، وفتح الهاء في الفعل؛ أي: دفعَ في صدرِي، وعند ابنِ الحذَّاء:«لَهزَني» بالزَّاي فيهما وهما بمعنىً واحدٍ.
قوله:«لا ها اللهِ إذاً»[خ¦٣١٤٢] كذا رواية الشُّيوخ والمحدِّثِين فيه، وكذا ضبطناهُ عن أكثرِهِم، وربما نبَّه عليه مُتْقنوهم بتنوين الذَّال وهمزةٍ مكسورةٍ قبلها، ومنهم من يمدُّها، قال القاضي إسماعيلُ وغيره من العلماء: صوابه: (لا ها الله ذا) بقصرِها وحذْفِ الألفِ قبل الذَّال، وخطَّؤوا غيرَه؛ قالوا: ومعناه: ذا يمينِي، وذا قَسَمِي، وهو مثل قولِ زهير:
لعمرُ اللهِ ذا قسماً
وفي «البارع»: العربُ تقول: لا هَأَ اللهِ ذا: بالهمز، والقياسُ ترْكُ الهمز، والمعنى: لا واللهِ