الثِّمارِ حتَّى تُشْقِهَ» بمعنَى:«تُشَقِّحَ»[خ¦٢١٩٦] في الحَديثِ الآخَرِ، وقد ذكَرْناه، وقيل: هو على البَدلِ، كما قالوا: مدَحَه ومدَهَه، وقيل: المَعروفُ بالحاء، وضبَطْناه على أبي بَحرٍ:«حتى تُشْقه» بسُكون الشِّين، وقدَّمنا أنَّه يقال: شقَّحت وأشقَحْت، وهذا مِثلُه.
٢٢٣٠ - (ش ق ي) قوله: «أَعوذُ بِكَ مِن دَرَكِ الشَّقَاءِ»[خ¦٦٦١٦]، و «شَقِيٌّ أو سَعِيد»[خ¦٣١٨]، و «شَقِيٌّ»[خ¦٣١٨]، و «لَا يَشقَى بِهم جَليسُهُم»[خ¦٦٤٠٨] والشَّقاءُ ممدُود، والشّقوةُ بالفتح والكسر، والشَّقاوة بالفَتحِ لا غير، ضِدُّ السَّعادةِ، وأصلُه: الخيبَةُ، يقال لمن سعَى في أمرٍ فبطُل سعيُه شقِيَ به، وضِدُّه سعِدَ به، وقيل في التَّعوُّذ من دَركِ الشَّقاءِ: إنَّه قد يكون في أمُورِ الدُّنيا والآخرةِ، وقد يكون في سُوءِ الخَاتمةِ عند المَوتِ، أو في الآخرةِ من العُقوبةِ، وقد يكون من الجهدِ وقِلَّة المَعيشةِ في الدُّنيا.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله:«وَجَدنِي في أهلِ غُنَيمَةٍ بِشِقٍّ»[خ¦٥١٨٩] بالكَسرِ، قال أبو عُبيدٍ: كذا يقولُ المُحدِّثون، قال الهرويُّ: والصَّوابُ «بِشَقٍّ»، قال أبو عُبيدٍ: هو بالفَتحِ مَوضِع بعَينِه، قال ابنُ الأنباريِّ: هو بالفتحِ والكسر موضِعٌ، وقال ابنُ حبيبٍ وابنُ أبي أُوَيسٍ: يعني بشِقّ جبَلٍ لقِلَّتهم وقلَّة غَنمِهم، وهذا يصِحُّ على رواية الفتح؛ أي: بشَقٍّ فيه كالغَارِ ونَحوِه، أو على رواية الكَسرِ؛ أي: في ناحِيَتِه وبَعضِه، والفتحُ على هذا التَّفسيرِ أظهَر، وقال القَتبيُّ ونفطويه: إن الشِّق بالكَسرِ هنا الشَّظفُ من العَيشِ والجَهدِ، وهو صحيحٌ، وهو أولى الوُجوهِ عندي، قال الله تعالى: ﴿إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ﴾ [النحل: ٧] أي: بجهدِها.
وقوله في خَبرِ موسَى:«﴿هَوَى﴾ [طه: ٨١]: شَقَى» كذا لكافَّتِهم، وروَاه بعضُهم:«شَقِيَ»[خ¦٦٠/ ٢٢ - ٥٢٠٨]، والمعروفُ الأولُ إلَّا على لغة طيِّئٍ.
وقوله:«فيَنظُرُ مِن صَائِرِ البَابِ شَقِّ البَابِ»[خ¦١٢٩٩] بالفَتحِ للجَماعةِ، وضبَطَه الأَصيليُّ:«شِق» بكَسرِ الشِّين، وصحَّح عليه، وقال: صحَّ لهم، وهو وَهمٌ.
الشِّين مع السِّين
٢٢٣١ - (ش س ع) قوله: «شَاسِعُ الدَّارِ» أي: بعِيدُها، وقوله:«إذا انْقَطَعَ شِسْعُ أَحَدِكُمْ» أي: الشِّراكُ الَّذي يدخل بين أصابع الرِّجل؛ وهو القِبالُ.