اللَّحمِ، فعَلى هذا الميمُ أصلِيَّة، قال الدَّاوديُّ: وقيل: هما بَضْعَتان منَ اللَّحمِ، وقال غيرُه: هو السَّهمُ الذي يَرمِي به بكَسرِ الميمِ، فالميمُ هنا زائدَةٌ، وقيل: هو سَهْم يُلعَب به في كَوْم التُّرابِ، فمن رمَى به فثَبتَ في الكَومِ غلَب، وقيل: المِرماتَان السَّهمان الذي يَرمِي بهما الرَّجلُ فيُحْرزِ سبَقه، فمن فسَّرها بالسَّهمَين لم يكن فيها غيرُ الكَسرِ، وهو أشبَه لقَولِه:«حَسَنَتين».
قوله:«ليس وَراءَ الله مَرْمًى» أي: نِهايَة، أو شيءٌ تُطمَح إليه الآمالُ والرَّغبةُ، وأصلُه من التَّسابق بالسِّهام؛ أي: أن عندَه وقَفَت الرَّغباتُ، وإليه انتهَتِ العُقولُ.
فصلُ الاخْتلافِ والوَهمِ
قوله عنِ ابنِ صيَّادٍ:«له رَمْرَمَةٌ أو زَمزَمة» كذا هو في البُخاريِّ في كتابِ الشَّهاداتِ [خ¦٢٦٣٨] بغَيرِ خِلافٍ، وفي حَديثِ يونسَ في غَيرِ هذا البابِ [خ¦١٣٥٥]: الأُولى: برَاءَين مُهملَتَين، والثَّانيةُ: آخرها زايٌ لرُوَّاة الكِتَاب، وعند أبي ذَرٍّ: في الأُوَل مثلُه في الجَنائزِ، وفي الأُخَر:«أو زَمرَة» قدَّم الزَّاي وأخَّر الرَّاء، قال: وقال شعيبٌ: «زَمزَمة»[خ¦١٣٥٥] بزَايَين مُعجمَتين، وكذلك رَواهُ مُسلِم، وعند بَعضِ رُوَاته:«رَمزَة» بتَقديمِ الرَّاء، وعند البُخاريِّ في حَديثِ أبي اليمانِ عن شُعيبٍ:«رَمْرَمَة أو زَمْزَمَة»[خ¦٢٦٣٨]، وكذا ذكَره النَّسفيُّ عنه في الجنائز: الأُولَى بالمُهملَتَين، والثَّانيةُ بالمُعجمَتَين، وذكَر في الجَنائزِ عن عُقيلٍ ومَعمَرٍ:«رَمزَة» الآخِرَةُ زاي، وعن عُقيلٍ وإسحاقَ:(رَمْرَمة) مُهمَلَتين، كذا لهم، وعند المُستمليْ:«وقال عُقيلٌ: رمزَة» بتَأخيرِ الزَّاي، وفي كتابِ الجِهادِ في حَديثِ اللَّيثِ:«رَمرَمة»[خ¦٣٠٣٣] بالمُهملَتين، وفي (بابٍ كيف يُعرَض الإسْلامُ على الصَّبيِّ): «رمزة»[خ¦١٣٥٥] بتَقديمِ الرَّاء.
ومعنَى هذه الكَلماتِ كُلِّها مُتقاربٌ، والَّتي بالزَّايَين المُعجمَتين: تحريكُ الشَّفَتين بالكَلامِ، قاله الخَطَّابيُّ، وقال غيرُه: هو كلامُ العُلوجِ وهم صُموتٌ بصَوتٍ يدَار من الخياشمِ والحَلْقِ لا يتحرَّك فيه اللِّسانُ والشَّفتانِ، وأمَّا «رَمزَة» بتَقديمِ الرَّاء فصَوتٌ خَفيٌّ بتَحرِيك الشَّفتينِ بكَلامٍ لا يُفهَم، وأمَّا «الزَّمرة» بتَقديمِ الزَّاي فمِن داخلِ الفَمِ.