للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّخلِ الَّذي يخرُج في أصُولِه، فيُنقَل ويُغرَس، واحدُها: وَدِيَّة.

وذكر «الوَدْي» بالدَّال المُهملةِ السَّاكنةِ، وهو الماءُ الأبيضُ الَّذي يخرُج بأثر البَولِ، ويقال فيه: «الوذي» بالذَّال المُعجمةِ أيضاً، والدَّالُ أشهَر عند أهلِ اللُّغةِ، ويقال فيه: الودِيُّ بكَسرِ الدَّال المُهملةِ وشدِّ الياء، ويقال منه: وَدَى وأوْدَى، حكَاهُما المُبرِّدُ وغيرُه، ووَدَى أكثَر.

الوَاو مع الذَّال

٢٣٥٣ - (و ذ ر) قوله: «أَخافُ أنْ لا أَذَرَه» [خ¦٥١٨٩] أي: لا أذَر صِفَته وألا أقطعُها من طُولِها، قاله ابنُ السّكِّيت، وقال ابنُ ناصِحٍ: أخاف أن لا أقدِرَ على فِراقِه لما أوجَب ذلك بينَهما.

٢٣٥٤ - (و ذ ف) قوله: «فأقبل يَتَوَذَّفُ» أي: يتبَختَر، قاله أبو عَمرٍو، وقال أبو عُبيدٍ: يُسرِعُ، والتَّفسيرُ الأوَّل أولَى بالحَديثِ، قال يعقوبُ عن أبي عمرٍو: ذاف يذُوف إذا مشَى مِشيَة فيها تقارُب وتحرِيكُ المَنكِبَين وتفحُّج، قال بعضُ شيُوخِنا: وهذا إنَّما يصِحُّ كون «يتوَذَّف» منه على القَلبِ، وحقِيقتُه ما قال يَتذوَّف.

الوَاو مع الرَّاء

٢٣٥٥ - (و ر د) قوله في حَديثِ مَن بايَع تحتَ الشَّجرةِ وقول حفصَةَ: «﴿وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا﴾ [مريم: ٧١]، فقال النَّبيُّ : فقد قال الله: ﴿ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا﴾ [مريم: ٧٢]» اختَلَف النَّاسُ في معنى قَولِه تعالى في هذه الآية، وأظهرُ التَّأويلَاتِ فيه قول من قال: إنَّه المُوافَاة قبلَ الدُّخولِ، وقد يكون معه دخُولٌ، وقد لا يكون، ويدُلُّ عليه حديثُ عائشَةَ أنَّه ليس بدُخول، والمرادُ به الجَواز على الصِّراطِ، والله أعلَم، ويدُلُّ على هذا قولُه تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُم مِّنَّا الْحُسْنَى أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ﴾ [الأنبياء: ١٠١]، ومِثلُه: ﴿وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ﴾ [القصص: ٢٣] أي: بلَغ ولم يسق فيه ولا لابسَه بعدُ.

وقوله في حقِّ الإبلِ: «حَلَبُها يومَ وِرْدِها» بكَسرِ الواو، وهو اليومُ الَّذي ترِدُ فيه الماءَ، كما جاء في الحَديثِ الآخَرِ: «حَلَبُها على الماءِ»، وذلك لأجل المُحتاجِين النَّازلِين حولَ الماءِ ومَن لا لبَن معَه، وقد تُسمَّى الإبلُ الَّتي ترِدُ الماءَ أيضاً وِرداً في غيرِ هذا الحَديثِ، ومنه قوله تعالى: ﴿وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا﴾ [مريم: ٨٦] يعني كهذِه الإبلِ العِطاشِ، وهذا كما قيل: قومٌ صَومٌ وزَورٌ؛ أي: صُوَّامٌ وزُوَّارٌ.

<<  <  ج: ص:  >  >>