وقوله:«على ناقةٍ … جَعْدَةٍ» أي: مجتمِعةِ الخَلْقِ شديدةِ الأَسْر، وفي اللِّعان:«إنْ جاءتْ به أسودَ جَعْداً» مثلُه، ويَحتمِل أن يكون مثلَ الأوَّل؛ لقوله:«أسودَ»، ويُروَى:«أَكحَلَ جَعْداً».
وفي صفةِ موسى ﵇:«طُوَالاً جَعْداً»[خ¦٣٢٣٩] يَحتمِل أن يكونَ من صفةِ شعَرِه؛ إذ قال:«إنَّه آدَم»، و يحتمِل أن يكون من شدَّة خَلْقِه؛ لأنَّه وصفَه بأنَّه:«ضَرْبٌ من الرِّجالِ»، وجاء في صفةِ عيسى ﵇ مرَّةً:«جَعْداً»[خ¦٣٣٩٦] أيضاً، فالواجبُ هنا أنَّه في شدَّةِ خَلْقِه؛ إذ قد وصفَه في الحديث بأنَّه:«سَبْطُ الشَّعَرِ»[خ¦٣٤٤١] قال الهَرويُّ: الجَعدُ في صفةِ الرِّجال يكون مَدحاً ويكون ذَمّاً؛ فلِلمدح معنيان: أحدُهما: أن يكون معصوبَ الخَلقِ شديدَ الأسْر، والثَّاني: أن يكونَ شعَرُه جَعْداً غيرَ سَبْط؛ لأنَّ السُّبوطةَ أكثرُها في العجَم، وللمذمومِ معنيان: أحدُهما: القَصِيرُ المتردِّد، والآخرُ: البخِيلُ.
٣٨٤ - (ج ع ر) وذِكْر: «الجُعرُور» بضمِّ الجيم، وهو من رديءِ التَّمر، قال الأصمعيُّ: هو ضربٌ من الدَّقَل يحمِل شيئاً صِغاراً لا خيرَ فيه.
وقوله:«فكان يَسِمُ في الجَاعِرَتَينِ» هما رقْمَتان تكتَنِفان ذنَبَ الحِمار في مُؤَخَّره.
٣٨٥ - (ج ع ظ) وفي صفةِ أهلِ النَّار: «كلُّ جَعْظَريٍّ» بفتح الجيمِ وسكونِ العين وبالظاءِ المعجمةِ مفتوحةٌ وآخرُه ياءٌ، فسَّره في الحديث:«الفظُّ الغليظُ» ويُقال فيه: جِعْظَارٌ وجِعْظَارةٌ، وفي حديثٍ آخرَ:«الذين لا تَصَدَّع رُؤوسُهم» وقيل: هو الذي يتَمَدَّح ويَنْتَفِخ بما ليس عندَه وفيه قِصَر.
٣٨٦ - (ج ع ل) وذِكْر: «الجَعائِل»[خ¦٥٦/ ١١٩ - ٤٦٤٢] في الجهاد: جمعُ: جَعيلة، هو ما يجعَله القاعدُ للخارجِ عنه من أهلِ الدِّيوان، يُقال منه: أَجْعَلْتُ له جُعْلاً -رُباعيٌّ- وجَعَلتُ له جُعْلاً، والاسم: الجِعالُ والجِعالةُ بالكسر، وما يُؤخَذ في ذلك الجُعْل -بالضَّمِّ- والجَعيلةُ.
قول عمرَ للذي آذنهُ بالصَّلاة بقوله:«الصَّلاةُ خيرٌ من النَّوم، فأمرَه أن يجعلَها في صلاةِ الصُّبحِ» معناه: يخُصُّها بأذانِ صلاةِ الصُّبح على ما كانت عليه، لا أنَّه ابتدأَ ذلك هو؛ إذ قد كانت في صلاةِ الصُّبح من أوَّل