الحواريُّون: النَّاصِرون، وقيل: الخلصانون، وحواريُّ الرَّجل: خُلصاؤُه، وقيل: المجاهدون، وقيل: أصحابُ الأنبياء، وقيل: الذين يَصلُحون للخِلافة، حكاه الحربيُّ عن قتادةَ، وقيل: الأَخلَّاءُ، قاله السُّلميُّ، وقيل أيضاً في أصحابِ عيسى ﵇: هم القَصَّارون؛ لأنَّهم يُبيِّضون الثِّيابَ، والحوَرُ البياضُ، وكانوا أوَّلاً قَصَّارين، وقيل: الصيَّادون، و قيل أيضاً: الحواريُّون الملوكُ، فيَصِحُّ في الزُّبير بصُحبةِ النَّبيِّ ﷺ واختِصاصه به ونُصرتِه إيَّاه، وقيل: المفضَّلُ عندي كفَضلِ الحُوَّارَى في الطَّعام، وكان ابنُ عمر يذهَب إلى أنَّه اسمٌ مُختصٌّ بالزُّبير دون غيرِه؛ لتخصِيصه ﵇ له به.
وقوله:«أعوذُ بكَ من الحَوْرِ بعد الكَورِ» بفتحِ الحاء والكاف، براءٍ آخِرَهما، كذا رواه العُذريُّ وابنُ الحذَّاء، ويُروَى:«الكَونِ» بالنُّون في الحرفِ الآخِر، وهي روايةُ الباقين، وسيأتي ذِكْرُه في الكاف، قيل: معناه على الرِّواية الأولى: نعوذُ بك من النُّقصان بعدَ الزِّيادة، وقيل: بعد الجماعة، و «الحَوْرُ» الجماعةُ، وقيل: من القِلَّة بعد الكَثرة، وقيل: نعوذُ بك من النُّقصان والفساد بعد الصَّلاح والاجتِماع، كنَقْضِ العِمامة بعد قَوامِها، يُقال: كارَ عِمامتَه إذا لفَّها، وحارَها إذا نَقَضها، ويُقال: حَارَ إذا رجَع؛ أي: كان على أمرٍ جميلٍ فزالَ عنه، ووهَّم بعضُهم روايةَ «الكون» بالنُّون، وقيل: معناها: رجَع إلى الفسادِ والنَّقصِ بعد أن كان على حالةٍ جميلةٍ.
وقوله:«من دعا رجلاً بالكفرِ … وليس كذلكَ إلَّا حَارَ عليه» أي: رجَع عليه قولُه؛ أي: إِثْمُ ذلك.
وقوله:«حتَّى يَرجِعَ إليكما ابناكما بحَوْرِ ما بعَثتُما» بفتحِ الحاء أيضاً؛ أي: بجواب ذلك، يُقال: كلَّمتُه فما ردَّ حَوْراً ولا حَوِيراً؛ أي: جواباً، وقيل:«بحَوْرِ ما بعَثتُما» أي: بالخيبةِ والإخفاقِ.
٥٥٦ - (ح و ز) قوله: «لو كنتِ … حُزْتِيه» اتَّفقَت روايةُ أصحابِ «الموطأ» على هذا، ووجهُ الكلام «حُزتِه»؛ إذ لا تَجتَمعُ علامتان للتَّأنيث، لكنَّها لغةٌ لبعضِ العرب في خطابِ المؤنَّث، ويُلحِقون في خِطابِ المذكَّر بالكاف ألفاً فيقولون: أعطيتكاه، ومثلُه في الحديث قولُه:«عَصَرْتيها … ! لو كنتِ تَرَكْتيها» وغيرُ ذلك، وقد أنكَرها أبو حاتم.