١٨٨٥ - (ف ي أ) قوله: «حتَّى يَفيئا» أي: يرجِعا إلى حالِهما الأوَّل من الصُّحبةِ والأخوَّةِ.
وقوله:«حتَّى فاءَ الفَيْءُ»[خ¦٣٢٥٨] و «رأينا فَيْءَ التُّلولِ»[خ¦٥٣٥]، و «تفيء الظِّلال»، و «ليس للحيطانِ ظِلٌّ نستفيءُ به»[خ¦٤١٦٨] أي: نستظلُّ، وكذا جاءَ مُفسَّراً في حديثٍ آخرَ، والفيءُ مهموزاً: ما كان شمساً فنسخَها الظِّلُّ، والظِّلُّ: ما لم تغشَه الشَّمسُ، وأصلُ الفيءِ: الرُّجوع؛ أي: ما رجعَ من الظِّلِّ من جهةِ المغربِ إلى المشرقِ، قالوا: والظِّلُّ ما قبلَ الزَّوالِ مُمتداً من المشرقِ إلى المغربِ، على ما لم تطلُع عليه الشَّمس قبلُ، والفيءُ: ما بعدَ الزَّوالِ؛ لأنَّه يرجعُ من جهةِ المغربِ إلى المشرقِ إلى ما كانت عليه الشَّمس قبل، ويدلُّ عليه قوله في (بابِ علامات النبوَّة) في البُخاريِّ: «إلى ظِلٍّ لم تأتِ عليه الشَّمسُ»[خ¦٣٦١٥]، وفي البُخاريِّ من بعضِ الرِّواياتِ قال ابنُ عبَّاسٍ:«تتفيَّأ: تتميَّل»[خ¦٥٣٩]. وقوله:«يُسرِعُ منها الفَيئةُ» أي: الرُّجوعُ.
و «فيء المسلمين» ما أفاءَ الله عليهم؛ أي: ردَّه عليهم من مالِ عدوِّهم، ومنه:«ما يُفيءُ الله علينا»[خ¦٢٣٠٧][خ¦٢٣٠٨] أي: نغنَمُه.
قوله:«تُفيِّئُها الرِّيحُ»[خ¦٥٦٤٢] أي: تُميلها، مثل قوله في الحديثِ الآخرِ:«تميلُها وتصرَعُها» وفي روايةِ أبي ذرٍّ: «تَفَيَّؤها» بفتحِ التَّاء والفاء.
وقوله:«وادٍ أفيحَ» أي: متَّسعٍ، وقد روى أبو داودَ في الحديث وفيه:«فَوْح»[خ¦٥٧٢٦] وهما بمعنًى، ومنه: فوحُ الطِّيبُ؛ وهو سطوعُ ريحِه وانتشارُه.
قوله:«بيتها فَياح»، بمعنى:«فَساح»[خ¦٥١٨٩] المتقدِّم، وبمعنى ما ذكرناه هنا.
١٨٨٧ - (ف ي ظ) قوله: «حتَّى تفيظَ نفسُه» أي: تخرُجَ، وأصلُه ما يخرجُ من فِيْهِ من رغوةٍ عندَ الموتِ، واختلفَ في هذا أهلُ اللُّغة والعربُ، فمن أهلِ اللُّغة من يقوله بالظَّاء، ومنهم من يأباه إلَّا بالضَّاد، ومنهم من يقول: متى ذُكرت النَّفسُ فبالضَّاد كفيضِ غيرِها، ومتى قيل: فاظَ فلانٌ، ولم تُذكر النَّفس فبالظَّاء، وهذا قول أبي عمرِو بنِ العلاءِ، قال الفرَّاء: طيِّئٌ تقول: فاظَت نفسُه، وقيسٌ تقول: فاضَت نفسُه.
وقوله:«ويَفيضَ المالُ»[خ¦٢٢٢٢]، و «استِفاضةُ المال»[خ¦٣١٧٦] أي: كثرتُه، كفيضِ