وقوله:«فرَسٌ يُقال له: مَندوبٌ»[خ¦٢٨٥٧]: يَحتملُ أنَّه لقبٌ أو اسمٌ له لغيرِ معنى، كسائرِ الأسماء، ويَحتملُ أنَّه سمِّي بذلك لنَدَبٍ فيه، وهو أثرُ الجرحِ، أو من النِّدَب؛ وهو الخطرُ الذي يُجعَلُ في السِّباقِ كأنَّه سبقَ، فأُعطيَ لصاحبِهِ الخطرُ، أو سُبِقَ فأُخذَ خطرُهُ، وقد يكون سمِّي من النُّدْبة بالسكونِ؛ وهو الدُّعاء، ومنه: نُدْبَتُه للجهادِ وغيرِهِ: حثُّهُ. كأنَّه مُعَدٌّ لهذا.
و «نَدَبَ الزُّبيرَ فانْتدَبَ»[خ¦٢٨٤٧] أي: دعاه فأجابَهُ، وقيل: نَدبَهُ للجهادِ حثَّهُ، والنَّدْبُ: الحثُّ على الشَّيء والرَّغبةُ فيه.
١٣٢٦ - (ن د د) قوله: «فما ندَّ لكم»[خ¦٣٠٧٥]، و «ندَّ منها بعيرٌ» أي: شردَ ونفرَ.
وقوله:«أنْ تجعلَ لله نِدَّاً وهو خلقكَ»[خ¦٤٤٧٧] أي: مِثْلاً، والجمْعُ أندادٌ، ويقال للواحد: نديدٌ أيضاً.
١٣٢٧ - (ن د ر) قوله: «فنَدَر رسولُ الله ﷺ ونَدَرَتْ» أي: سَقَطَ، و «أنْدَرَ ثَنِيَّتَهُ»[خ¦٢٢٦٦] أي: أسقطَها، و «نَدرَ رأسُهُ» أي: طارَ ساقطاً.
١٣٢٨ - (ن د ي) قوله: «قريبُ البيتِ من النَّادِيْ» النَّادي ساكنُ الياء، والنَّدِيُّ مشدَّدُها، وكلاهما مكسورُ الدَّال؛ هو مجلسُ القومِ ومجتَمعُهُم، وهو المنْتَدَى أيضاً، ومنه سمِّيت دارُ النَّدْوة؛ لاجتماعِهِم فيها للمشورةِ، ومعنى قُرْبِهِ: أنَّه شريفٌ يُجتمَعُ إلى قربِ بيتِهِ، ويُلاذُ به، وقيل معناه: أنَّه كريمٌ فيَجعلُ بيتَهُ وسَطَ البيوتِ، وحيثُ الاجتماعُ، وأين يقصِدُ الضِّيفانُ، ولا يَجعلُ بيتَهُ في الشِّعابِ، وحيثُ لا يُهتدَى له، ويغيبُ عمَّن يقصِدُ من الضِّيفانِ منزلَهُ، وقد يُسمَّى أيضاً: جماعةُ القومِ نادِياً، وقد فسَّره مسلمٌ بقولِهِ:«﴿فَلْيَدْعُ نَادِيَه﴾ [العلق: ١٧] أي: قومَهُ» كما سُمُّوا مجلِساً لمَّا كانوا أهلَ المجلسِ، وأهلَ النَّادِي.
وقوله:«خرجتُ بفرسٍ لطلحةَ أُنَدِّيه» كذا هو بالنُّونِ مفتوحةً -وكذا الرِّوايةُ- مشدَّدُ الدَّالِ مكسورةً بعدَها ياءٌ باثنتينِ تحتَها، التَّندِيةُ: أن يُوردَ الماءَ ساعةً، ثمَّ يُرَدَّ إلى المرعى ساعةً ثمَّ إلى الماءِ، وكذا قال أبو عُبيدٍ والأصمعيُّ وغيرُهُما، وقال ابنُ قُتيبةَ: إنَّما هو بالباء؛ أي: أُخرِجُهُ إلى البدوِ، وأنكرَ النُّونَ، قال: ولا يكونُ بالنُّونِ إلَّا للإبلِ خاصَّةً، والأصمعيُّ يقول: هي في الإبلِ والخيلِ، وهذا الحديثُ يشهدُ له، وخطَّأَ الأزهريُّ القُتبيَّ وصوَّبَ الأوَّلَ.