للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ذِكرُ قيمتِها، وقالَه أكثرُهم، وقال ابنُ كنانةَ: كانت من ذهَبٍ قَدْرَ الحِمَّصةِ يُجعَل فيها الطِّيبُ.

قال القاضي : ولا يبعُد قولُ مالكٍ ، فقد تُباعُ في كثيرٍ من البِلاد بثَلاثةِ دراهِمَ، فكيف بالمدينَةِ وحين فاض المالُ وكثُرَت الدَّراهمُ؟!.

وقولُ البخاريِّ في تَفسيرِ الْمُتَّكَأ: «ليسَ في كلامِ العرَبِ الأُتْرُجُّ» [خ¦٦٥/ ١٢ - ٦٨٠٥] مَعناهُ: أنَّه لا يُعرَف في تفسير المتَّكأ، لا أنَّه أنكَرَ اللَّفْظةَ.

١١ - (أ ت ن) وقوله: «أتيتُ على أَتانٍ … فأرْسَلْتُ الأَتانَ تَرْتَعُ» [خ¦٧٦] هي الأُنثى من الحُمُر، مَفتُوحةُ الهَمزةِ، وجاء في بَعضِ رِواياتِ البُخاريِّ: «على حمارٍ أَتَانٍ» [خ¦٧٦] كذا ضبَطها الأَصيليُّ بتَنوينِ الحرفَينِ، ووَجهُه أن يكونَ أحدُهما بدلًا من الآخرِ، أو وصفًا له؛ لأنَّه قد جاء في حديثٍ «أَتَانٍ» مفْرَدًا، وجاء في آخر «حمارٍ» مُفرَدًا، فالأَوْلى الجمعُ بينهما.

قال لي شيخُنا أبو الحُسينِ سراجُ بنُ عبدِ الملك: يكون «أتان» وصفًا لحمارٍ، ومعناه: صُلبٌ قوِيٌّ، مأخوذٌ من الأتان، وهي الحِجارةُ الصُّلبةُ، قال لي: وقد يكون على بدلِ الغلَطِ.

قال القاضي : وقد يكونُ عندي على بدَلِ البعض من الكُلِّ؛ إذ قد يُطلَقُ حمارٌ على الجنس، فيشمَلُ الذَّكرَ والأنثى، كما قالوا: بعيرٌ للذَّكر والأُنثَى.

قال لي أبو الحُسين: وقد يكون: «على حمارِ أتانٍ» غيرَ منوَّنٍ على الإضافةِ؛ أي: حمارٍ أنثَى، وفَحلِ أُتُنٍ وفَحلةٍ. قال القاضي: وكذا وجدتُه مَضبُوطًا في بَعضِ الأصُولِ المَسمُوعةِ على أبي ذرٍّ.

١٢ - (أ ت ي) جاء في هذه الأصُول: «أَتى»، و «آتى»، و «آتي»، و «أَتَيت»، و «آتيت»، و «أُتُوا»، و «أُوتوا»، و «أتَوا»، و «آتوا»، مَقصُور وممدُود، فحيثما جاء من الإتيان بمعنَى المَجيء فهو مَقصُور الهَمزةِ، وإذا كان بِمعنَى الإعطاء فمَمدودُ الهَمزةِ.

وقوله في حَديثِ الهِجْرةِ: «أُتِينَا يا رسولَ الله» [خ¦٣٦١٥] مقصورُ الهمزةِ مَضمُومُها من الإِتيان؛ أي: أُدرِكنا ووُصِلَ إلينا.

وقولُه في النَّذر: «فهو يُؤتِي عليه ما لم يكُن يُؤتِ مِن قبلُ» [خ¦٦٦٩٤] بضمِّ الياء؛ أي: يُعطِي.

وممَّا يُشكِل من ذلك

في (بابِ كِسْوة المَرأةِ بالمَعرُوف) قول عليٍّ : «آتى إليَّ النبيُّ حُلَّةً سِيَراءَ» [خ¦٥٣٦٦] هذا بمدِّ الهَمزة؛ لأنَّه بمعنَى: أعطَى، و «إليَّ» مُشدَّدٌ، وبقيَّةُ الحديثِ يدُلُّ عليه، وفي روايةِ النَّسفيِّ: «بعَث» بمَعناهُ، وقد ضبَطه بعضُهم: «بُعِث إليَّ» على ما لم يسَمَّ فاعِلُه، وهو وهمٌ، وفي كتاب عُبدُوس: «أهدَى إليَّ

<<  <  ج: ص:  >  >>