ويُعرِضُ هذا» [خ¦٦٠٧٧] والصَّدُّ: الهجرانُ، كأنَّه يُعرِضُ عنه ويوليه صدَّه؛ وهو جانبُه. وهو معنى يُعرِضُ أيضاً، والعَرْضُ: الجانبُ. وذكر «الصَّديد» هو: القيحُ المختلِطُ بالدَّمِ.
١٤٧٠ - (ص د ر) قوله: «فأصْدَرَتْنا … نحنُ ورِكابَنا»[خ¦٤٨٠١] أي: صرفَتْنا رواءً إذ لم نحتَجْ إلى مُقامِنا بها ولا للماءِ، فانتقَلْنا للرَّعيِ. ومثلُه في الحديثِ الآخرِ:«فصَدَرَتْ رِكابُنا»[خ¦٣٥٧٧] أي: انصرفَتْ عن الماءِ بعدَ رِيِّها. ومثلُه في حديثِ الحُدَيبيةِ:«حتَّى صَدَروا»[خ¦٢٧٣٢] ومنه: «ما صدَرَ عنِّي مُصدِّقٌ» كلُّه بمعنى: انصرفَ ورجعَ.
وقوله عن ابن عمرَ:«يرجعُ على صدورِ قدَمَيه» في الجلوسِ في الصَّلاةِ هو الإقعاءُ، وإنَّما فعلَه ابنُ عمرَ لِمَا ذكرَ من شكواه، وهي سنَّةٌ عندَ بعضِ العلماءِ عندَ النَّهضةِ للقيامِ، وكرِهَه آخرون.
١٤٧١ - (ص د م) قوله: «إنَّما الصَّبرُ عندَ الصَّدمَةِ الأولى»[خ¦١٢٨٣] أي: في أوَّلِ حلولِها وفَورتِها، وأصلُ الصَّدمِ: الضَّربُ في الشَّيءِ الصُّلبِ، ثمَّ استُعيرَ لكلِّ أمرٍ مكروهٍ نازلٍ على فجأةٍ.
١٤٧٣ - (ص د ق) قوله: «حتَّى يكونَ عندَ الله صِدِّيقاً»[خ¦٢٧٢] مبالغةٌ من الصِّدقِ في القولِ والفعلِ، وهي أعلى مراتبِ العبادِ عندَ الله بعدَ الأنبياءِ، ومنه سُمِّيَ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ.
وقوله:«إذا جاءَ المُصدِّقُ» و «ما وجدَ المصَدِّقُ» و «ما صدرَ عنِّي مُصَدِّقٌ»، و «كان يأتيهم مصَدِّقاً»، و «بعثَه مُصَدِّقاً» كلُّه بتخفيفِ الصَّادِ هو الذي يأخذُ الصَّدقةَ هنا، وقال ثابتٌ: يقال ذلك للذي يأخذُها، ويقالُ للذي يعطيها أيضاً من مالِه، وأمَّا بتشديدِ الصَّادِ فالمُعطي، وهو المتصدِّقُ: أُدغِمَتِ التَّاءُ في الصَّادِ لتقارُبِ مخرَجِهما، وجاءَ المتصدِّقُ في الطَّالبِ لها أيضاً، وأنكرَه ثعلبٌ.