وقوله في بابِ:«التَّوثُّقُ ممَّن تُخشى مَعَرَّتُه»[خ¦٤٤/ ٧ - ٣٧٨١] كذا لهم، وعند الأَصيليِّ:«مفرُّه» وهما بمعنىً.
وقوله:«فتعرَّفنا اثنا عشرَ رجلاً» أي: صِرْنا عُرَفَاءَ على غيرِنا؛ أي: متقدِّمين؛ بدليلِ بقيةِ الحديثِ، وذَكَر فيه أيضاً البخاريُّ عن بعضِهم:«فتفرَّقْنا»[خ¦٣٥٨١] من الافتراقِ، وقد يُخرَّجُ له وجهٌ، وكذلك رواه أكثرُهم عن البخاريِّ في كتابِ الصَّلاةِ:«ففرَّقَنَا اثنا عَشَرَ رجُلاً»[خ¦٦٠٢]، وللنَّسفيِّ:«فعُرِّفْنا» وهو أوجَه وأصوبُ، وفي مسلمٍ:«فَعرَّفَنا» بفتحِ الفاءِ، وعندَ ابنِ ماهانَ فيه تخليطٌ ووهمٌ، ذكرناه آخرَ الكتابِ في الأوهام.
وقوله في الُّلقَطَةِ في حديثِ إسحاقَ بنِ منصورٍ عن الحنفيِّ:«وإلَّا فاعْرِف عِفَاصَها ووكاءَها»[خ¦٢٣٧٢] هكذا لابنِ الحذَّاءِ وهو المعروفُ، وعندَ غيرِه:«وإِلَّا عَرِّفَ عفاصَها» وليسَ بشيءٍ، وقيَّدناه عن أبي بحرٍ:«وإلَّا فعَرَفَ عفاصَها» فعلٌ ماضٍ، وهو راجعٌ إلى معنى اعرِف.
وعندَ أبي الوليدِ:«تقارَفَت» بالقافِ والرَّاءِ، وهو بمعنى «تقاوَلتْ»[خ¦٩٥٢] وتقاوَلتْ جاءَ في غيرِ هذا الموضعِ؛ أي: تعاطَوا القولَ، وفخرَ بعضُهم على بعضٍ، وسنزيدُه في حرفِ القافِ بياناً.
وكذلك روايةُ:«تعارَفَتْ» بالرَّاءِ معناه؛ أي: تفاخرَتْ، وقيل في قولِه تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: ١٣] أي: تفاخَروا، وأمَّا روايةُ الزَّايِ فوهمٌ وبعيدةُ المعنَى؛ لأنَّها بمعنَى اللَّهوِ واللَّعبِ والغِناءِ، ولم تفعَلْ ذلك الأنصارُ في أشعارِها إلَّا أنْ يريدَ أنَّ نساءَ الأنصارِ، تغنَّتْ بما قالَتْه رجالُها في يوم بُعاثٍ، فيخرجُ على بُعدٍ على هذا التَّأويلِ بالحذْفِ والإضمارِ.
وقولُه في حديثِ:«لا عَدْوَى» قال: «فَأَبى أبو هريرة أن يَعْرِفَ ذلك» كذا في نُسَخِ مسلمٍ، قال بعضُهم: لعلَّه أنْ يقِرَّ بذلك.