ظهرَ دابَّتِه، ومنه:«يَرْعَى الظَّهر»، و «يَرْعَى ظَهْرَنا»، و «ابْتَعْت ظَهْرَك»[خ¦٤٤١٨]، و «إنَّ في الظَّهر ناقَة عَمْياء»، و «من كان ظَهْرُه حاضِراً»، كلُّ هذا بالفَتحِ هي دوابُّ السَّفر الَّتي يحمَل عليها الأثقالُ منَ الإبلِ وغَيرِها.
وقوله:«فجَعَلَ رِجَالٌ يَستَأذِنُونَه في ظُهْرَانِهِم» كذا ضَبَطناه عن شيُوخِنا بالضَّمِّ جمعُ ظَهْرٍ، والجمعُ ظُهْران بالضَّمِّ.
وقوله في الصَّدقةِ:«ما كان عن ظَهْرِ غِنًى»[خ¦١٤٢٦] فسَّره أيُّوبُ في الحَديثِ:: «عن فَضْلِ عِيَالٍ»؛ وبيانُه من وراء ما يحتاجُ إليه العِيالُ، كالشَّيء الذي يُطرَح خلفَ الظَّهر، وبيَّنه قولُه في الحديثِ نَفسِه:«وَابْدأْ بمَن تَعُولُ»[خ¦١٤٢٦]، ومثلُه قولُه:«من دَعا لأخِيه بِظَهرِ الغَيبِ» كأنَّه مِنْ ورَاءِ مَعْرِفَتِهِ ومَعْرِفَةِ النَّاس بذلِكَ؛ لأنَّه دليلُ الإخْلاصِ له في الدُّعاء وأبعَدُ من التَّصنُّعِ، وكأنَّه من إلقَاء الإِنسان الشَّيء وراء ظَهرِه إذا ستَره من غَيرِه، وقد يكون قوله:«عن ظَهْرِ غِنًى» بمعنى بيان الغِنَى وما فوقَ الكَفافِ، إذ الكَفافُ غِنًى، ويحتاجُ في الصَّدقة إلى زِيادَةٍ وظهُورٍ عليه، أو ارتفاعِ مالٍ وزيادَتِه عليه، وقيل:«عن ظَهْرِ غِنًى» أي: ما أغْنَيت به السَّائلَ عن المَسألةِ، ومَساقُ الحديثِ ومُقدِّمتُه يمنَع هذا التَّأويلَ؛ لأنَّه قد قال:«وابْدَأْ بمَن تَعُولُ»، وقاله ﷺ بإِثر الذي تصدَّق بأحدِ الثَّوبَين الذي تُصدِّق بهما عليه، ونَهيُه ﵇ فيه عن ذلك.
وقوله في حَديثِ الشَّفاعةِ:«بين ظَهْرَانَي جهَنَّم»[خ¦٨٠٦] كذا للعذريِّ، ولغَيرِه:«ظَهْرَي»، وفي حَديثِ عِتْبَانَ وغَيرِه:«بين ظَهْري النَّاس» كذا رواه الباجيُّ وابنُ عَتَّاب وبعضُ أشياخِنا، وعند الجُمهورِ:«ظَهْرَانَي».
وفي حَديثِ الحَوضِ:«بين ظَهْرَاني أَصْحَابه»، وكذلك:«لأصْرُخَنَّ بها بين ظَهْرَانَيهِم»[خ¦٣٨٦١]، و «بين ظَهْرَي خَيلٍ دُهْمٍ»، و «بين ظَهْرَي صِيَامِها»، وعند بعضِهم أيضاً هنا:«ظَهْرَاني».
وفي حَديثِ الكُسوفِ:«بين ظَهْرَي الحُجَر»، كذا للقاضي وابنِ عَتَّاب، ولغَيرِهما:«ظَهْرَاني»[خ¦١٠١٥]، قال الباجيُّ: وهو المَعروفُ. قال القاضي ﵀: قال الأصْمَعيُّ وغيرُه: يقال: بين ظَهْرَيهم وظَهرَانَيهم بفتح الظَّاء والنُّون؛ ومعناه: بينهم وبين أَظهُرِهم، وقال غيرُه: والعربُ تضعُ الاثنَين مَوضع الجميعِ.