تكون «أَنَّ» عِنْدي هنا على وَجهِها، ويكُون في مَوضعِ المَفعُول بـ:«أدري».
وقوله:«لبَّيكَ وسَعدَيكَ أَنَّ الحَمدَ والنِّعمةَ لكَ»[خ¦٥٩١٥] رَوَيناه بالوجهَين: فتح الهَمزةِ وكَسرها، قال الخَطَّابيُّ: الفتحُ رِوايَة العامَّة، قال ثَعلَب: مَن فتَح خصَّ ومَن كسَر عمَّ.
قال القاضي ﵀: والأوْجَه ما قاله، وذلك أنَّه استَأنَف الإخْبارَ والاعْتِرافَ لله بما يجِبُ له من الحمدِ وما له من نِعْمةٍ، وإذا فتَح فإنَّما يَقتَضي أنَّ التَّلبِيةَ له مِنْ أجلِ ذلك، ولا تعلُّقَ للتَّلبية بهذا إلَّا على بُعْدٍ وتخريجٍ، وهذا معنَى ما أشار إليه ثَعلْبُ من العُمومِ والخُصوصِ.
وقوله في البَدنةِ:«فعَيِيَ بشَأْنِها إنْ هيَ أُبدِعَتْ» رَويناه بالكَسرِ على توقُّع الشَّرطِ، وبالفَتحِ؛ أي: مِنْ أجْلِ ذلك، وهو وقُوفها عليه في الطَّريق، وسنُفسِّره في الباء [ب د ع]، ومِثلُه قوله:«لعَلَّه وجَدَ علَيَّ أنِّي أبطَأْتُ علَيه»[خ¦١٢١٧] بالفَتحِ؛ أي: مِنْ أَجْلِ ذلك.
وقوله:«لقد أَمِر أَمْرُ ابنِ أبي كَبْشَةَ أَنَّه لَيَخافُه ملِكُ بني الأَصفَرِ»[خ¦٤٥٥٣] كذا ضبَطْناه بفَتحِ الهَمزةِ؛ أي: مِنْ أَجْلِ ذلك عظُم الأَمْر عند أبي سُفيانَ، والكَسرُ هنا صحيحٌ على ابتداء الكَلامِ والإِخبار عمَّا رآه من هِرَقلَ لاسيما ولامُ التَّأكيدِ ثابِتةٌ في الخبَرِ.
وقوله:«فبكَى أبو بكرٍ، فقلتُ: ما يُبكي هذا الشَّيخَ إنْ يكُنِ الله خيَّرَ عَبْداً»[خ¦٤٦٦] بكَسرِ الهَمزةِ، كذا للأَصيليِّ، ولغَيرِه:«أنْ يكونَ اللهُ خيَّر عبداً»، قال ابنُ سِراج في رِوَاية الأَصيليِّ: صَوابُها: «أَن يكن» بفَتحِ الهَمزةِ وحَذفِ الواو طلباً للتَّخفيف.
وقوله في الحجِّ:«فقدِمَ عمرُ فقالَ: إِنْ نأخُذْ بكتابِ الله فهُوَ التَّمامُ، وإنْ نأخُذْ بسُنَّةِ النَّبيِّ ﷺ»[خ¦١٥٥٩] كذا لأكثَرِهم بكَسرِ الهَمزةِ، وهو الوَجهُ، وفَتحَهما الأَصيليِّ مرَّة على تَقديرِها مع الفِعْل بالمَصدرِ المُبتَدأ.
وقوله:«اقبَلُوا البُشرى يا أهلَ اليمَنِ أَنْ لم يقبَلْها بنُو تميمٍ» بفَتحِ الهَمزةِ كذا جاء في (بابِ بَدءِ الخَلقِ) في حَديثِ ابنِ غِياثٍ في هذه الرِّواية؛ أي: مِنْ أَجْلِ تركِهم لها انصَرَفتْ لكم، وفي سائرِ الأحاديثِ الأُخَر والأبوابِ:«إذْ لم»[خ¦٣١٩٠]، وكان عند القابِسيِّ هنا:«أنْ لن»، وعند النَّسفيِّ وابنِ السَّكنِ:«إذْ لم»[خ¦٣١٩١] كما جاء في سائرِ المَواضعِ، ورِوايةُ القابسيِّ هنا بَعيدَةٌ.
قوله في أهل الحِجْر:«لا تَدخُلُوا عليهِم أَنْ يُصِيبَكم مِثلُ ما أصابَهُم»[خ¦٣٣٨١] بالفَتحِ؛ أي: مِنْ أَجْلِ أَو خشيَةَ ذلك وخَوفِه.