القافِ؛ أي: استخرجَتْه وبيَّنَته، كذا هو بالنُّون، وكذا رويناه، وبعضُهم قاله بالفاءِ، وهو خطأٌ هنا، والتَّنقيرُ: بالنُّونِ، أصلُه الاستخراجُ والبحثُ عن الشَّيءِ، وهو معنى ما هنا، وأُراه بالوجهَين معاً في كتابِ الأَصيليِّ، ولا معنى للفاءِ هنا.
وقوله في حديثِ أمِّ زَرْعٍ:«ومُنقٍّ»[خ¦٥١٨٩] بكسرِ النُّونِ وفتحِها، وقاله أبو عُبيدٍ بالفتحِ، وقال أصحابُ الحديثِ: يقولونَه بالكسرِ ولا أعرِفُه بالكسرِ، وأمَّا بالفتحِ: فالمنقِّي الذي يُنقي الطَّعامَ، وقال ابنُ أبي أويسٍ: المنِقُّ-بالكسرِ-: أصواتُ المواشي والأنعامِ، وقيل: المُنَقِّي: ما ذهب إليه أبو عُبيدٍ: الغِرْبالُ: الذي يُنقِّي الطَّعامَ. وقال النَّيسابوريُّ: المُنِقُّ بالكسرِ الدَّجاجُ، تصِفُ أنَّهم أصحابُ طيرٍ أيضاً.
وقوله:«يتقاربُ الزَّمانُ، وينقُصُ العِلمُ» كذا للرُّواةِ، وعندَ المروزيِّ كذلك، ولكنَّه قال:«العمَلُ»[خ¦٦٠٣٧] وأكثرُ رواةِ مسلمٍ يقولون كذلك، إلَّا العُذريَّ في حديثِ ابن أبي شيبةَ فيقولُ:«يُقبَضُ». والسَّمرقنديُّ في حديثِ حرملةَ يقول:«العمل»، وعندَ ابن السَّكنِ:«ويُقبَضُ العلمُ» وكلاهما له وجهٌ، وروايةُ ابنِ السَّكنِ والعُذريِّ أوجهُ لعضدِ الأحاديثِ الأُخَرِ لها من قوله:«إنَّ اللهَ لا يقبِضُ العلمَ انتزاعاً»[خ¦١٠٠]. وقوله في الرِّواياتِ الأُخرِ:«ويُرفَع العِلمُ»[خ¦٨٠] و «يَزولُ العلمُ»[خ¦٧٠٦٦] و «يَقِلُّ العلمُ»[خ¦٨١] وروايةُ غيرِ المروزيِّ أقربُ إليها.
وقوله:«هل يُنقَضُ الوِترُ»[خ¦٤١٧٦] كذا لهم بالضَّادِ المعجمةِ، وعندَ القابسيِّ بالمهملةِ، وهو خطأٌ، والأوَّلُ الصَّوابُ، وجوابُ السُّؤالِ في «الأم» يبيِّنُه، ونقْضُ الوترِ: هو تشفيعُه بركعةٍ لمن يريدُ التَّنفُّلَ في بقيَّةِ اللَّيلِ، بعد أن أَوترَ، ثمَّ يوتِرُ أخرى، وبه قال جماعةٌ من السَّلفِ وأهلِ العلمِ، وأباه آخرون وهو المذهبُ.
وقوله في ميراثِ الجدِّ:«حضَرْتُ الخليفتَين قبلَك يعطيانِه النِّصفَ مع الأخِ الواحدِ -إلى قوله- فإن كثُرَ الإخوةُ لم ينقُصوه» كذا ليحيى والقَعنبيِّ، وعندَ ابن بُكيرٍ ومطرِّفٍ وابنِ وهبٍ:«يُنقِصاه» مثنَّى راجعٌ إلى الخليفتَين، والجمعُ على طريقِ إكبارِهم، كما يخاطبونَهم عن أنفسِهم بنونِ الجماعةِ، وقد يكون: ينقُصوه راجعاً إليهما ومن معَهما من علماءِ وقتِهما.
وفي قِصاصِ المظالمِ:«حتَّى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا»[خ¦٢٤٤٠] كذا لكافَّتِهم، وعندَ المُستمليْ:«إذا نقِّصوا وهُدِّؤوا».
وقوله:«لا يُمنَعُ نَقْعُ بئرٍ» بفتحِ النُّونِ وسكونِ القافِ، هذا هو المعروفُ وروايةُ الجمهورِ، ومعناه: لا يُمنَعُ فضلُ مائه،