للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بكسر الحاء عند كافَّتِهم، وعند الأَصيليِّ وابنِ السَّكن: «﴿الْحَيَوَانُ﴾ والحياة: واحد» وهما بمعنًى، لكن «الحِيَّ» بالكسرِ مصدرُ حَيِيَ يَحْيا -بكسرِ الياءِ الأولى- حِيّاً، مثلُ: عيِيَ عِيّاً، وقيل: حيَّ أيضاً في الفِعل بإدغامِها، و «الحيوانُ» و «الحياةُ» اسمان، وقيل: الحِيُّ -بكسر الحاء- جمعُ حياةٍ على فعول، كعصاةٍ وعِصِيٍّ، ثمَّ أدغِمتِ الياءُ الأولى في الأخرى.

وفي الحديث ذِكْرُ: «نَهرُ الحياة» [خ¦٦٥٦٠]، و «نهرُ الحيوان» و «ماءُ الحياة» [خ¦٨٠٦] وهو من هذا الذي يَحيَى به النَّاسُ عند خُروجِهم من النَّار.

«والتَّحيَّاتُ لله» [خ¦٨٣١] قيل: معناه السَّلامُ على الله، وقيل: المُلكُ لله، وقيل: البَقاءُ لله، قال القُتَبيُّ: وإنَّما جمَعَها؛ لأنَّ الملوكَ كانوا يُحيَّونَ بكلماتٍ مُختلفةٍ، فأمَر أن يُقال: «التَّحيَّات لله» أي: إنَّ جميعَ ما يَستحِقُّ المَلِك منَ التَّحيَّة أو يُكنَى به عنه لله، وقال بعضُهم: إنَّها من قوله تعالى: ﴿قل إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ﴾ [الأنعام: ١٦٢]، ورَدَّ قولَه هذا أهلُ العربيَّة، وفي الحديث: «الحياءُ من الإيمانِ» [خ¦٢٤]، و «إذا لم تستَحِ فاصنَعْ ما شِئتَ»، وسيأتي تفسيرُه في الصَّاد.

وقوله: «الحياءُ من الإيمان»، و «كان النَّبيُّ أكثرَ حَياءً من العَذْراءِ في خِدْرِها» [خ¦٣٥٦٢] ممدودٌ، يُقال: استَحْيا الرَّجل واستَحْيى يستَحِي ويستَحْيِي معاً، هو وإن كان في الغرائزِ والطِّباعِ؛ فهو من خِصالِ الإيمان، وممَّا يمنَع ما يمنَع منه الإيمانُ، وأمَّا منَ الحياة فحيِيَ بكسرِ الياء الأولى وفتحِ الثَّانية: يَحْيا، وقيل: حيَّ أيضاً بإدغام الأولى في الثَّانية، وكذلك حَيِيَت الشَّمسُ: استَحرَّت.

ومنه الحديث في صلاةِ العصر: «والشَّمسُ حَيَّةٌ» [خ¦٥٤١] أي: مستَحِرَّةٌ بعدُ؛ أي: لم يذهَب حرُّها كما قال في الحديثِ الآخَر: «مُرتفعةٌ بَيضاءُ نَقيَّةٌ» [خ¦٦١٣]، وقيل: بيِّنةُ النُّور لم يتَغيَّر ضِياؤُها، قالوا: والشَّمسُ تُوصَف بالحياة إذا كان عليها نهارٌ، فإذا دَنَت للغُروب لم تُوصَف به.

وقوله: «أحيَيْنا ليلتَنا ويومَنا» بمعنَى قولِه في الحديث الآخَر: «أسْرَينا» [خ¦٣٦٥٢].

وقوله: «حيَّ على الصَّلاةِ، حيَّ على الفلاحِ» [خ¦٦١٣]، و «إذا ذُكرَ الصَّالحون فحَيَّ هَلاً بعُمرَ»، و «حيَّ هَلاً بكم»، و «حيَّ على الوُضُوء» معنَى هذا كلِّه: أقبِل وهلُمَّ على الوضوءِ والصَّلاةِ وعلى ذِكْرِ عُمرَ عند ذِكْرِ الصَّالحين، قال السُّلميُّ: حيَّ: أعجِل، هَلاً: صِلةٌ، وقال أبو عُبَيد: معناه: عليك بعُمرَ، ادعُ عُمرَ، وقيل: معنَى «حيَّ» هلُمَّ، و «هَلا» حثِيثاً، وقيل: «هَلا»

<<  <  ج: ص:  >  >>