الحربيُّ: قد يكونُ منَ الخِفَّةِ، وهي الجماعةُ، وإلَّا فهو منَ القَومِ الجُفاةِ.
وقوله:«ورجلٌ تصدَّقَ أخْفَى حتَّى لا تَعلمَ شِمالُه» الحديثَ [خ¦٦٦٠] كذا لهم: «أخْفَى» أفعَلَ، وضبطَه الأَصيليُّ:«إِخفاءً» بكسرِ الهمزةِ ممدودٌ، مَصدراً، وكلاهما له وجهٌ، يُقال: أخْفَيتُ الشَّيءَ إذا سَترتَه، وخفَيتُه: أظهَرْتَه، وقيل: هما بمعنًى، من الأضدادِ.
وقوله في التَّفسير:«أَكْنَنْتُ الشَّيءَ: أخْفَيتُه، وكنَنْتُه وأخفَيتُه: أظهَرْتُه»[خ¦٤٧٧٢] كذا لهم، وهو صحيحٌ على أحدِ الوجهَين المتقدِّمَين، قيل: والأوجَهُ هنا بمساقِ الكلامِ: «وكَننْتُه وخَفَيتُه: أظهرْتُه» وهو المعروفُ، وهذا على الوجهِ الأوَّلِ المتقدِّمِ.
وقوله:«خَفِّضِي عليكِ أيْ بنيَّةُ»[خ¦٤٧٥٧] بمعنَى: «هَوِّني»[خ¦٢٦٦١] و «خفِّفِي»[خ¦٤٧٥٧] في الرِّواياتِ الأخَرِ، كذا للمُستملي، وللحَمُّوييِّ وأبي الهيثَمِ:«خَفِّي»، ولغيرِهم:«خَفِّفي» ومعناه مُتقاربٌ، من تَهوينِ الأمرِ وتَحقِيرِه.
قوله في حديثِ ابنِ أبي شيبةَ في خبرِ عبدِ الله بنِ أُبيٍّ في كتابِ المنافقين، وقوله:«﴿لَا تُنفِقُوا عَلَى مَنْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ حَتَّى يَنفَضُّوا﴾ [المنافقون: ٧] مِنْ حولِه، قال زهيرٌ: وهي في قراءةِ عبدِ الله: مِن -خَفَضَ- حولِه» كذا عندَ العُذريِّ، وكذا رَويناه عن القاضي أبي عليٍّ وأبي بحرٍ عنه، وكذا ضبَطْناه على أبي بحرٍ:«خَفَضَ»، وكذا ذكرَه ابنُ أبي شيبةَ شيخُ مسلمٍ فيه في مصنَّفِه بنحوٍ منه، قال:«وهي في قراءةِ مَن خَفَضَ: مِن حولِه» نبَّه ابنُ أبي شيبةَ على أنَّ روايتَه فيه كذا: «مِن» بالخَفْضِ ليرفعَ الإشكالَ، ويرَى مُخالفةَ مَنْ رواه بالفتحِ، وكذا رواه بعضُ شيوخِنا في كتابِ التِّرمذيِّ:«مَنْ كان حولَه»، وأمَّا رِوايتُنا فيه فليسَ فيها:«كان»، ورواه بعضُ رواةِ مسلمٍ:«وهي في قراءةِ عبدِ الله: مِنْ حولِه»، وكذا كان عندَ أبي بحرٍ للسَّمرقنديِّ، وروَينا عن أبي بحرٍ عن القاضي الكِنانيِّ من طريقِ ابنِ ماهانَ:«مِنْ خَفْضٍ حولَه» كذا وجَدتُه مُقيَّداً عنه بخطِّي في حاشيةِ كتابي، وفسَّرَه الكِنانيُّ بأنَّ معناه: مِن تَحَفٍّ به وانْعطافٍ عليه، كأنَّه مِنْ قوله: ﴿وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ﴾ [الإسراء: ٢٤]، ويدُلُّ عليه استِشهادُه بروايةِ ابنِ أبي شيبةَ، وهي بالخاءِ المعجَمةِ.
وضبطَه غيري عنه:«مِنْ حَفض» بحاءٍ مُهمَلةٍ، وفسَّرَه بما تقدَّمَ، كأنَّه من قولهم: حفَضْتُ العودَ إذا حَنيتَه وعطفتَه،.
وكذا وجَدتُ هذا الحرفَ عن ابنِ ماهانَ في أصلِ شيخِنا