شارفي»، و «أصابني شارف» * [خ¦٤٠٠٣]، و «ألا يَا حَمْزُ للشُّرُفِ»[خ¦٢٣٧٥]، الشُّرُف بضمِّ الشين والرَّاء: جمعُ شارف، وهي المسنُّ من النُّوق، وفسَّره في مُسلمٍ:«الشارفُ: المُسِن الكَبِير»، والمَعروفُ في ذلك أنه من النُّوق لا من الذُّكور، ولم يأتِ فُعُل جمعاً لفاعل إلَّا نادراً وقال الحربيُّ: يقال للذَّكر والأُنثَى، وحكاه عن الأصمعيِّ.
وقوله:«ولا ينتَهبُ نُهبةً ذاتَ شَرَفٍ»[خ¦٥٥٧٨] بفتح الشين والرَّاء؛ أي: قَدرٍ كَبيرٍ، وقيل: يستَشرِفها النَّاس، كما قال في الرِّواية الأُخرَى:«يَرفَع النَّاسُ إليه فيها أبصارهم»[خ¦٥٥٧٨]، والمعنَى مُتقارب، وقد رُوِي بالسِّين، وفُسِّر بذات القَدرِ الكَبيرِ أيضاً في حَرفِ السِّين.
وقوله في الفِتَن:«منِ استَشرَفَ لهَا استَشْرفَتهُ» قيل: هو من الإشْرافِ، استَشرفتَ الشَّيء علوتَه، وشرَفت عليه وأشرَفت، يريد من انتَصَب لها انتصبت له، وتلَّته وصرَعته وقتَلته، وقيل: هو من المُخاطَرة والتَّغرير والاشفاء على الهَلاكِ؛ أي: من خاطَر بنَفسِه فيها أهلَكَته، يقال: أشرَف المريضُ إذا أشفَى على الموت، وهم على شرَف من كذا؛ أي: خطَر، وروَينَاه في مُسلمٍ:«مَنْ تَشرَّفَ لها تَستشْرِفُهُ» وهو من معنَى ما تقدَّم، كذا ضبَطْناه على القاضي أبي عليٍّ، وضبَطْناه على أبي بَحرٍ:«من يُشرف» بضمِّ الياء وهو أيضاً يَرجِع إلى ما تقدَّم.
وقوله:«أَشرَفَ على أُطُمٍ»[خ¦٢٤٦٧] أي: علا، ومن هذا قوله:«لا تَشَّرَّف يُصبْكَ سَهمٌ»[خ¦٣٨١١] بفتحِ التَّاء والشِّين وتَشديدِ الرَّاء، كذا قيَّده بعضُهم؛ أي: لا ترفَع رأسك لتَنظُر، وقيَّده غيرُه:«تَشَرَّف» أي: تَتعلَّى لتَنظُر، كما جاء في أوَّلِ الحَديثِ «وتَشَرَّف النَّبيُّ ﷺ يَنظُر»[خ¦٢٩٠٢].
وقوله في الخيل:«فَاستَنَّتْ شَرَفاً أو شَرَفَينِ»[خ¦٢٣٧١] قيل: طَلْقاً، أو طلقَين، وقيل: الشَّرفُ هنا: ما علا من الأرضِ، وتقدَّم تفسير «استَنَّتْ».
وقوله في الَّذي ضلَّت ناقَته:«فسَعَى شَرَفاً» يحتَمِل الوجهَين، والأظهَر هنا شرفُ الأرضِ.
وقوله:«منْ أَخذَه بإِشرَافِ نَفسٍ»[خ¦١٤٧٢] قال الحربيُّ: بطَلبٍ لذلك، وارتفاعٍ له، وتَعرُّض إليه.
وقوله:«مُشرِفُ الجبين»، و «مُشرِفُ الوَجْنتَينِ»[خ¦٣٣٤٤] في الرِّواية الأُخرَى؛ أي: ناتِئهُما ومُرتفِعُهما، كما قال:«ناتئ»[خ¦٣٣٤٤] في الحَديثِ الآخَرِ.