للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقوله في قتل أُميَّةَ بنِ خَلَف: «فتجلَّلوه بالسُّيوف» كذا هو بالجيم للأَصيليِّ، وعند الباقين بالخاء المعجمة [خ¦٢٣٠١]، وهذا أظهر وأشبَه؛ لقول عبد الرَّحمن بنِ عَوف: «أنَّه ألقَى نفسَه عليه ثمَّ قال: فتَخَلَّلوه بالسُّيوفِ» أي: أدخلوها خلالَه حتَّى وصلوا إلى قَتلِه، أو طعَنوه بها تحتَه، من قولهم: خلَّلْتُه بالرُّمح واختَلَلْتُه؛ أي: طعنتُه به، ومعنى الرِّواية الأخرى؛ أي: علَوه وغَشوه بها، يُقال: تجلَّل الفَحلُ النَّاقةَ إذا علَاها.

وقوله في الذي خُسِف به: «فهو يَتَجلْجَل» [خ¦٣٤٨٥] كذا روايةُ الجمهور بجيمين، ورواه بعضُهم: «يتخَلْخَل» بخاءَين معجَمتين، والأوَّلُ أعرفُ وأصحُّ، قالوا: التَّجَلْجَل السُّؤُوخ في الأرض مع حركةٍ واضطرابٍ، قاله الخليل، وقال الأصمعيُّ: هو الذَّهابُ بالشَّيء والمجيءُ به، وأصلُه التَّردُّد والحركةُ، ومنه: تجَلْجَل في الكلام، وتلَجْلَج إذا تردَّد، ومعنى «يتخَلْخَل» هنا بعيدٌ إلَّا في قولهم: خلْخَلتُ العَظم إذا أخذتَ ما عليه من لحمٍ، أو من التَّخَلُّل والتَّداخُل خلالَ الأرض، فأُظهِر التَّضعيفُ، وقد روَيناه في غيرِ هذه الكتب: «يتحَلْحَل» بحاءَين مهملتَين.

وقوله: «أنَّما على ابنِي جَلْدُ مئةٍ» [خ¦٢٧٢٤] هذا هو المشهور حيثُ وقَع، وجاء عند الأَصيليِّ: «جَلدهُ مئةٍ» بالإضافةِ، وهو بعيدٌ إلَّا أن تَنصِب مئةً على التَّفسير، أو يكون: جلدَةُ بفتح الدَّال ورفع التَّاء، أو يُضمَر المضاف إليه؛ أي: عددُ مئةٍ أو تمامُ مئةٍ، أو جلدُه جلدَ مئةٍ.

وقوله في غزوةِ الفتح: «ثمَّ جاءتْ كتِيبةٌ وهي أقلُّ الكتائبِ، فيهم رسولُ الله وأصحابُه» [خ¦٤٢٨٠] كذا لجميعِ رواةِ البخاريِّ، ورواه الحُميديُّ في اختصارِه: «هي أجلُّ» بالجيم، وهو أظهَر، لكن لا يبعُد صحَّة «أقلُّ»؛ لأنَّه قد ذكَر في الحديث تَقدُّمَ الكتائبِ قبلَه كتِيبةً كتِيبةً، وتقدُّمَ كتِيبةِ الأنصار، وبقِي النَّبيُّ في خاصَّة المهاجرين، ولا شكَّ أنَّهم كانوا أقلَّ عدداً.

وفي حديثِ الهجرة: «ونحنُ في جَلَدٍ من الأرض» * [خ¦٣٦١٥] كذا للكافَّةِ مِن الرُّواة، وعند العُذريِّ: «جَدَدٍ» وهما بمعنًى، وقد فسَّرناهما قبلُ.

وقوله في (باب أكلِ الرُّطب بالتَّمر) في حديث جابر: «وكان له الأرضُ التي بطريق رُومةَ فجلستْ، فَخَلا عاماً» * [خ¦٥٤٤٣] كذا للقابسيِّ وأبي ذرٍّ -بالجيم واللَّام- وأكثرِ الرُّواة، وعند أبي الهيثم: «فخاسَت نَخْلُها عاماً» بالخاء المعجمة والألف، وللأَصيليِّ: «فحبَست فخَلا عاماً» بالحاءِ المهملة والباءِ بواحدةٍ، وكلُّ هذه الرِّوايات معلولَةٌ غيرُ بيِّنة إلَّا روايةَ أبي الهيثم: «فخاسَت نخْلُها عاماً»

<<  <  ج: ص:  >  >>