للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أوَّلُه مفتوحٌ تقيَّد معاً عند ابن القاسم عن ابنِ سهل، وبالحاء وحدَها قيَّدناه عن ابنِ عتَّاب وابنِ حَمدين وابنِ عيسى مفتوحَ الأوَّل، قال أبو عمرَ: وهي أكثرُ روايةِ شيوخِنا عن يحيى، وكذا رواه القعنبيُّ وابنُ بُكَير، وبعضُهم قيَّده بفتحِ الحاء وتشديد النُّون، ورواه بعضُهم: «يَحْنَأُ عليها» بفتحِ الياء والنُّون وسكونِ الحاء وهمزةٍ آخرَه، وجاء للأصيليِّ في بابٍ آخَر: «فرأيتُه أَجْنأَ» [خ¦٦٨١٩] مهموزاً بالجيم، وهنا عند أبي ذرٍّ: «أحنا» بالحاء.

وقد رُوِي في غيرِ هذه الكتب: «يحنُو»، والصَّحيح من هذا كلِّه ما قاله أبو عُبيدٍ: «يَجنَأ» [خ¦٣٦٣٥] بفتحِ الياء والنُّون والجيم مهموزُ الأخير، ومعناه: ينْحَني عليها ويقِيَها الحِجارةَ بنفسه كما جاء في الحديث، يُقال من ذلك: جَنَأ بفتح النُّون يجْنَأ، كذا قاله صاحبُ الأفعال، وقال الزُّبيديُّ: «حَنِئ» بكسرِ النُّون، ويحنِي ويحنُو بالفتح غيرُ مهموزٍ بالحاء؛ أي: يعطِف عليها، يُقال منه: حنى يحنو، ومنه في الحديث: «وأَحنَاهُنَّ على وَلَدٍ» [خ¦٥٠٨٢]، ويكون أيضاً: يحنِي عليها ظهرَه، فيكون بمعنى ما اختارَه أبو عبيدٍ، وكذلك قول من قال: «يُجنِئُ» -بضمِّ الياء وهمزِ آخرِه والجيم- يُخرَّج أيضاً؛ أي: يكلِّف ذلك ظهرَه ويفعَله به حتَّى يَجْنَأ، تعديةُ جنَأ الرَّجل إذا صار كذلك، وقال الأصمعيُّ: أجْنَأتُ التُّرس جعلتُه مُجْنَئاً أو مُحْدَوْدِباً، وهذا مثلُه.

وفي الرُّكوع: «ولْيَجْنَأ» بالجيم مهموزٌ، وكذا في رواية الطَّبريِّ، وعنَد السَّمرقنديِّ: «ولْيَحْنِ» بالحاء، وهما صحيحان على ما تقدَّم؛ أي: ليَحْنِ ظهرَه في الرُّكوع، وعند العُذريِّ: «ولْيَحْنُ» مثلُه.

جاء في رواية السَّمرقنديِّ: «كان يَجْنَح في السُّجود» بفتح الياء وسكون الجيم، ومعناه: يَمِيل، وليس هذا بموضعِه، إنَّما هو: «يُجَنِّح» وكما قال غيرُه: وقد فسَّرناه.

قوله: «إذا استجنح اللَّيل» [خ¦٣٢٨٠] كذا للأَصيليِّ، ومعناه: حانَ جُنْحُه، وقد فسَّرناه، وعند أبي ذرٍّ: «استَنْجَح» بتقديمِ النُّون، وليس بشيءٍ، وعنده بعدَه: «أو كان جُنْحُ اللَّيل» [خ¦٣٢٨٠]، وعند القابسيِّ نحوُه، وكذا عند أبي الهيثم والحَمُّوييِّ والنَّسفيِّ: «أو كان جُنْحُ اللَّيل»، وللأصيليِّ: «وأوَّل اللَّيل»، والصَّوابُ ما عند القابسيِّ ولكافَّتهم: «أو قال: جُنْحُ اللَّيل».

وفي: «ما يُقال للمريض وما يُجنَّبُ» بالنُّون بعد الجيم، كذا لهم، وعند الأَصيليِّ: «وما يُجِيبُ» [خ¦٧٥/ ١٤ - ٨٤٢٨] بالياء بعد الجيم، وهو الصَّحيح، وعليه يدلُّ ما في داخلِ الباب.

<<  <  ج: ص:  >  >>