وإن شِئت التَّذكيرَ فقلت: الحُديَّا والحُديُّ، مثلُ: غُزيٌّ، وفي التَّأنيث حُديَّة، مثلُ: غُزَيَّة، وقال غيرُه: الحُدَيئَة تصغيرُ حِدَأة، وجمع الحِدَأة حِدَأٌ غيرُ ممدود، قاله الأصمعيُّ، قال غيرُه: وحِدَّان أيضاً، قالوا: وحِدْوٌ أيضاً، وفي الحديث:«لا بأس بقتلِ الحِدَوْ والإفْعَو» قال الأزهريُّ: كأنَّه لُغةٌ في الحِداء، جمعُ حِدَأة، وقال لي أبو الحُسين بنُ سرَّاج: إنَّما هو على مذهبِ الوقف في هذه اللُّغةِ، وكذلك قولُه:«الإفْعَو» قلَبَ الألفَ واواً.
في الكسوف:«حدَّثني مَن أُصدِّق حديثَه، يريد: عائشةَ» كذا عند السَّمرقنديِّ في حديثِ إسحقَ بنِ إبراهيمَ، وعند العُذريِّ وغيرِه:«حدَّثني مَن أُصدِّقُ، حسبتُه يريدُ عائشةَ».
وقوله:«فحُدِّث أنَّ هرقلَ حينَ قدِمَ إيلياءَ» كذا هو بالفاءِ وضمِّ الحاء على ما لم يُسمَّ فاعلُه عند بعضِ الرُّواة، وعند الأَصيليِّ والقابسيِّ وأبي ذرٍّ:«يُحدِّثُ»[خ¦٧] على الفِعل المستقبَل، راجعٌ إلى المذكور قبلُ.
وفي الهِجرة:«أنَّ عائشةَ حُدِّثت عن عبد الله بنِ الزبيرِ في بيعٍ أو عطاءٍ أَعطتْه»[خ¦٦٠٧٣][خ¦٦٠٧٤][خ¦٦٠٧٥] بضمِّ الحاءِ على ما لم يُسمَّ فاعلُه، كذا لهم، وعند الأصيليِّ:«حدَّثَته»، وهو وهمٌ بيِّنٌ؛ لأنَّها إنَّما نُقِل إليها كلامُ ابنِ الزُّبير فيما فعَلته، فهجَرته لذلك.
قوله:«﴿سَلْسَبِيلًا﴾ [الإنسان: ١٨] حَديدَةُ الجِرْيةِ»[خ¦٥٩/ ٨ - ٥٠٢٩] كذا لهم بدالَين مُهملتَين، قال القابسيُّ: صوابُه: «حَريدَةُ» الأولى راءٌ؛ أي: ليِّنةٌ، ولا أعرِف «حديدة»، قال القاضي ﵀: لا يُعرَف أيضاً: «حريدة» بالرَّاء بمعنى ليِّنَة كما قال، لكن فُسِّر سلسبيلٌ بسهلٍ ليِّنَة الجِرية، وقيل: اسمٌ للعين، وقيل: عذبٌ، وقيل: هو كلامٌ مفصولٌ؛ أي: سلْ سبيلاً إليها يا محمَّدُ.
قوله:«لا يَضُرُّهم من كَذَّبهم ولا من حَداهم ولا خالفَهم»، كذا عند الأصيليِّ في (باب ﴿إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ﴾ [النحل: ٤٠]) في كتاب التَّوحيد، وحوَّق على «حَداهم»، وعند عُبدوس:«ولا من خَذَلَهم»[خ¦٣٦٤١] مكان «حداهم»، وهو المعروفُ، وكذا رواه بعضُهم عن الأصيليِّ، وللرِّواية الأخرى وجهٌ بمعنَى: يُنازِعهم ويُغالِبهم، يُقال: تحدَّى فلاناً: تعمَّده ونازَعه وغالَبه.
وفي حديث:«اقْرؤوا القرآنَ، ما ائتَلفَتْ عليه قلوبُكم» قولُه آخِرَ حديثِ أحمد بن سعيد الدَّارميِّ: «بمثلِ حديثِ هَمَّام» كذا للعُذريِّ،