وعند السَّمرقنديِّ والسِّجزيِّ:«بمثلِ حديثِهما»، وكلاهما يصِحُّ؛ لأنَّ الحديث قبلُ تقدَّم لهمَّام؛ ولأنَّه ذَكَر قبلَ حديثِ أحمدَ بن سعيدٍ حديثَين: حديثَ يحيى ابن يحيى، وحديثَ إسحقَ بنِ منصور.
وفي (باب وضعِ الصَّبيِّ على الفخِذ) قولُ التَّيميِّ: «فوقَعَ في قلبي منه شيءٌ قلتُ: حَدَّثتُ به كذا وكذا، فلم أسمَعْه من أبي عثمانَ، فنَظرتُ فوجَدتُه عندي مكتوباً فيما سمِعتُ»[خ¦٦٠٠٣]، ضبَطه بعضُهم:«حُدِّثتُ» على ما لم يُسمَّ فاعلُه بضمِّ الحاء، وضبَطه بعضُهم بفتحِها، والأوَّلُ أحسَنُ، وفي الكلام إشكالٌ، ومعناه: فقلت في نفسي: حُدِّثت به كذا وكذا، أي: ذاكَر نفسَه فيما شكَّ فيه من ألفاظِه حتَّى وجَده مُقيَّداً بخطِّه.
وفي حديثِ الإفك في تفسيرِ سورةِ يوسف وفي المغازي عن مسروق:«حدَّثَتْني أمُّ رُومانَ»[خ¦٤٦٩١][خ¦٤١٤٣]، وفي كتاب الأنبياء:«سألتُ أمَّ رُومانَ»[خ¦٣٣٨٨] كذا وقَعا هنا في البخاريِّ في هذين الموضِعين: أنَّ مسروقاً حدَّث به عنها أنَّها حدَّثَته، وأنَّه سألها، قيل: هو وهمٌ، ومسروقٌ لم يُدرِك أمَّ رومان، قال أبو بكر الخطيبُ: كذا قال أبو عوانةَ وابنُ فُضَيل عن حُصينٍ عن أبي وائل عن مسروق: «حدَّثَتني أمُّ رُومانَ» ولم يَسمَع مسروقٌ مِن أمِّ رومانَ، وقال أبو عمَر: الحديثُ مرسلٌ، ورواه الحربيُّ:«سألتُ أمَّ رُومانَ» قال: وسألها وله خمسَ عشْرةَ سنةً، وذكَر أنَّه صلَّى خلفَ أبي بكر، وكلَّم عمرَ وغيرَه، وأحالَ الخطيب هذا كلَّه وقال: لعلَّ مسلماً تفطَّن لعلَّتِه فلذلك لم يخرِّجه، يريد من طريقِ مسروق، وذكَر أنَّه رواه عن حُصين مُعَنعَناً، قال: فلعلَّه رواه لهؤلاءِ عند اختلاطِه؛ فقد ذُكِر أنَّه اختَلط آخِرَ عُمُره فوهِم في ذلك، وقد رواه أبو سعيدٍ الأشجُّ عن ابنِ فُضَيلٍ عن حُصينٍ عن أبي وائلٍ عن مسروقٍ فقال فيه:«سُئِلَت أمُّ رُومانَ»، قال الخطيب: وهذا أشبَه؛ فقد يَكتُب بعضُ النَّاس هذه الهمزةَ ألفاً، فقرَأها مَن لم يحفَظ:«سأَلتُ»، ثمَّ غيَّرها مَن حَدَّث به على المعنى فقال:«حدَّثَتني»، والله أعلم.
وفي الجهادِ في (بابِ دعاءِ النَّبيِّ ﷺ النَّاسَ): «لولا الحياءُ يومَئذٍ من أن يأثِرَ أصحابي عنِّي الكذبَ لحدَّثتُه حين سألني عنه» كذا لبعضِ رواة البخاريِّ هنا، وللمروزيِّ: «لحدَّثتُه