في قَولِه:«ثمَّ ادعُهم» زائدة مُقحَمة، والصَّوابُ:«ادعهم» بإسقاطها تَفسِيراً لقَولِه أولاً: «ادعهم إلى ثلاثِ خِلالٍ»، وكذا روَاه أبو عُبيدٍ في كتاب «الأموال»، وأبو داود وغيرُهما بغَيرِ «ثم».
٢٦١٤ - وفي فَتحِ مكَّة زِيادةٌ للفارِسيِّ:«قال أبو سُفيان: من دخَل دار أبي سُفيانَ فهو آمِنٌ-إلى قوله- قال رسولُ الله ﷺ: مَن دخَل دار أبي سُفيانَ فهو آمِنٌ» وهو غلَط، والصَّوابُ ما لغَيرِه من إسقاطِ تلك الزِّيادةِ.
٢٦١٥ - وفي الطَّوافِ بين الصَّفا والمَروةِ:«إنَّ الأنصارَ كانوا يُهلُّون في الجاهِليَّة لصَنمَين على شطِّ البَحرِ، يقال لهما: إسافٌ ونائلَةُ» كذا وقَع عند شيُوخِنا، وعند ابنِ الحذَّاءِ:«يُهِلُّون في الجاهِليَّة لمناةَ، وكانَت صنَمَين على شطِّ البَحرِ»، وهو كلُّه وَهمٌ، والصَّحيحُ ما جاء في الأحاديثِ الأُخرِ، وما في «الموطَّأ» والبُخاريِّ [خ¦١٦٤٣] أنَّهم كانوا يهلُّون لمناةَ، وهي الطَّاغيةُ الَّتي كانَت بالمُشلَّلِ حذوَ قُديدٍ من ناحِيةِ البَحرِ، ولم يكن صنَمَين، وأمَّا إسافٌ ونائلةُ فلم يكُونا قطُّ بناحيةِ البَحرِ، وإنَّما كانا بمكَّة عند زمزمَ، وحيثُ الحطِيمُ اليومَ، وقيل: إنَّهما جُعِلا قبل ذلك على الصَّفا والمَروةِ، وقد جاء في بَعضِ الحَديثِ أنَّهم امتنَعُوا من ذلك إذ كانا على الصَّفا والمَروةِ، ولعلَّ معناه لفِعْل الجاهِليَّة ذلك قديماً قبلَ أن يصرفَهما قُصَيٌّ إلى زَمزمَ ولصقِ الكَعبةِ، وجاء الإسلامُ وهما عند الكَعبةِ، وقد ذكَرْنا خبَرَهما وسبَب وَضعِهما في هذه الأمكنة في حَرفِ الهَمزةِ [أسماء المواضع]، وأمَّا في غَيرِ هذَينِ المَوضِعَين فلم يُنصَبا قَطُّ فيما بلَغَنا.
٢٦١٦ - وفي مُسلمٍ في فَضلِ جَريرِ بنِ عَبدِ الله:«كان بيتٌ يُقالُ له: ذُو الخَلَصَة، وكان يُقالُ له: الكَعبَة اليَمانِية، والكَعبَة الشَّامِية»، «فقَال له رَسولُ الله ﷺ: هل أنت مُريحُني من ذي الخَلصَةِ، والكَعبةِ اليَمانِيةِ والشَّامِيَّة؟» كذا في النُّسخِ، وفيه وَهمٌ آخِراً وحَذفٌ أوَّلاً، وقد اتفَّق البُخاريُّ [خ¦٣٨٢٣] ومُسلمٌ في الحَديثِ على قَولِه أوَّلاً: «وكان يقال له: الكَعبةُ اليَمانِيةُ، والكَعبةُ الشَّامِيَّة» وهنا حَذفٌ، وتمامُه:«وللكَعبةِ الكَعبةُ الشَّامِيَّة»، أو «وللتي بمكَّةَ الكَعبةُ الشَّاميَّة»، أو «للكَعبةِ: الشَّامِيَّةُ»، فالكعبةُ الشَّاميَّةُ رفعٌ بالابتداءِ غير مَعطُوفٍ، وأمَّا زِيادةُ مُسلمٍ بعد قَولِه:«ذي الخَلَصةِ» من ذِكْرِ «الكعبة اليمانية والشَّامية» فوَهمٌ بَيِّن، لا معنَى له هنا، ولم يَزِد البُخاريُّ على قوله:«من ذي الخَلَصَةِ»، ولكن أيضاً في (بابِ غَزوَةِ ذي الخَلَصَةِ) عند البُخاريِّ [خ¦٤٣٥٥]: «يقال: ذُو الخَلصَةِ والكَعبةُ اليمانيَةُ والكَعبةُ الشَّاميَّة»، وصَوابُه على ما تقدَّم آنفاً، وقد جاء في البُخاريِّ [خ¦٤٣٥٦] في هذا البابِ: «بيتاً» في حَديثِ ابنِ المُثنَّى، قال:«وكان يُسمَّى الكَعبَة اليمانِيَة» لم يزِدْ.
٢٦١٧ - وفي (بابِ الجَيشِ الَّذي يُخسَف به): «دخَل الحارثُ بنُ أبي رَبِيعَةَ وعبدُ الله بنُ