للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يُمِرُّها على الرَّأسِ كذلك، ثمَّ مالَ به إلى الصُّدغِ، ناحِيةَ اللِّحيةِ» [خ¦٥٧١] كذا روايتُنا فيه عن أكثرِهم في مسلمٍ، وعندَ العُذريِّ: «ثمَّ قلَبها» ومعناه متقاربٌ؛ أي: أمالَها إلى جهةِ الوجهِ، ورواه البُخاريُّ: «ثمَّ ضَمَّها» [خ¦٥٧١] والأوَّلُ أبينُ وأشبهُ بسياقِ الحديثِ.

وقوله في الاعتكافِ ليلةَ إحدى وعشرين: «وهي اللَّيلةُ التي يخرجُ فيها من صُبْحَتِها من اعتكافِه» كذا ليحيى بن يحيى وابنِ بُكيرٍ، وسائرُ رواةِ «الموطَّأ» يقولون: «يخرجُ فيها» ولا يقولون: «من صُبْحَتِها من اعتكافِه» [خ¦٢٠٢٧] وهو الصَّحيحُ، إنَّما يخرجُ من صبيحةِ ليلتِه في اعتكافِ العشرِ الأواخرِ من رمضانَ لشهودِه صلاةَ العيدِ مع النَّاسِ، ثمَّ بعدَ ذلك ينقضي اعتكافُه، وأمَّا في غيرِها فبمغيبِ الشَّمسِ من آخرِ يومٍ من اعتكافِه يخرجُ من معتكَفِه.

وقوله: «قَرَظ مَصْبُوب» [خ¦٤٩١٣] بالباءِ فيهما بواحدةٍ للقابسيِّ في التَّفسيرِ، ولغيرِه: «مَصْبُورٌ» أي: صُبْرة، كما فسَّرناه قبلُ، وهو المعروفُ في هذا الحديثِ في غيرِ هذا الموضعِ.

وفي عتق الحيِّ عن الميِّتِ، عن عَمْرةَ: «ثمَّ أخَّرتْ ذلك إلى أن تُصبِحَ» كذا لرواةِ يحيى، وعندَ ابن وضَّاحٍ: «إلى أن تَصِحَّ» من الصِّحَّةِ.

وفي (بابِ المعذَّبِ ببكاءِ أهلِه): «فجاءَ صُهيبٌ يقولُ: وا أخاه وا صَباحاه» كذا لابنِ الحذَّاءِ، ولكافَّةِ رواةِ مسلمٍ: «وا صَاحِبَاه».

وقوله: «تُعطيه لأُصيبِغَ من قريشٍ» كذا للأصيليِّ والنَّسفيِّ وأبي ذرٍّ والسَّمرقنديِّ: بالصَّادِ المهمَلةِ والغينِ المعجَمةِ، قيل: معناه: أُسَيوِد؛ كأنَّه عيَّرَه بلونِه، وللباقين: «أُضيبِع» بالضَّادِ المعجَمةِ والعينِ المهمَلةِ، وكذا جاءَ للقابسيِّ مرَّةً، ولعبدوسٍ ولأبي ذرٍّ مرَّةً، وكذا للعُذريِّ وابنِ الحذَّاءِ والسِّجزيِّ؛ كأنَّه تصغيرُ ضَبُعٍ على غيرِ قياسٍ تحقيراً له، وهو أشبهُ بمساقِ الكلامِ لقوله: «وتَدَعُ أسَداً» ومقابلةِ ضَبُعٍ به.

قال أبو مروان بنُ سِراجٍ: لكنَّه لا يحتمِلُه القياسُ في اللِّسانِ؛ لأنَّه تصغيرٌ على غيرِ مكبَّرِه، لأنَّ تصغيرَ ضَبُعٍ: ضُبيعٌ. قال: والأوَّلُ أصحُّ.

وقوله: «وإن أصبحتَ أصبتَ أجراً» [خ¦٧٤٨٨] كذا للمروزيِّ، وعندَ الجُرجانيِّ: «أصبتَ خيراً» والصَّوابُ الأوَّلُ.

وقوله: «الصَّبرُ ضِياءٌ» كذا لكافَّةِ الرُّواةِ عن مسلمٍ، وعندَ ابنِ الحذَّاءِ: «الصَّيامُ ضِياءٌ» قيل: هما بمعنًى، والصَّبرُ هنا: الصَّومُ، قال القاضي : وقد يكونُ الصَّبرُ هنا على ظاهرِه، قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾ [الزمر: ١٠]

<<  <  ج: ص:  >  >>