وتقدَّم في حَرفِ الدَّال والباء الخلافُ في تَفسيرِ «اليَقْطِين»، ورِوايةُ من قال إنَّه «الكِبَاءُ».
وقوله في حَديثِ المُنافقِ:«يكْبُن في هذه مَرَّة وفي هذه مَرَّة» كذا في حَديثِ قُتَيبةَ من روايةِ ابنِ ماهانَ من طريق الهَوزنيِّ بكافٍ ساكنةٍ وباءٍ مَرفُوعةٍ وآخرُه نونٌ، وعند العذريِّ:«يَكِرُّ» آخرُه راءٌ وكافٌ مَكسُورة، وعند الفارسيِّ:«يَكِير» بزيادَةِ ياءٍ، ورواه بعضُهم:«يكون»، والأوجَهُ روايةُ ابنِ ماهانَ؛ أي: يسير سيراً خفِيفاً ليِّناً، قال صاحبُ «العين»: الكَبْنُ: عَدْو ليِّن، وقد كَبَن يكْبِن كُبُوناً، وروايةُ العذريِّ أيضاً صَحيحَةٌ بمعناه، يقال: كرَّ إلى الشَّيء وعليه عطَف عليه، وكرَّ عنه ذهَب عنه، والكسرُ في مُستقبلِه على الأصلِ في المُضاعف الذي لا يتَعَدَّى، وأمَّا روايةُ الفارسيِّ فلها وجهٌ أيضاً بمعناه، قال صاحبُ «الأفعال»: كارَ الفرسُ إذا جرَى رافعاً ذَنبهُ.
و «كمَثَلِ الغَيثِ الكَبِيرِ» كذا للأَصيليِّ بواحدَةٍ، وعند القابسيِّ وأبي ذَرٍّ:«الكَثِيرِ»[خ¦٧٩] بالثَّاء المُثلَّثةِ.
وفي حَديثِ سَعدٍ:«الثُّلُثُ والثُّلُثُ كَبِيرٌ» ويُروَى: «كَثِيرٌ»[خ¦٢٧٤٢] بالياءِ والثَّاءِ، اختَلَفَت روايةُ شيُوخِنا فيه وضَبْطُهم في الأصُولِ فيه، وفي بَعضِ الرِّواياتِ:«كَثِيرٌ أو كَبِيرٌ»[خ¦١٢٩٥] على الشَّكِّ.
وفي زكاةِ أموالِ اليتامَى:«فبِيعَ ذلِكَ المالُ بمالٍ كثيرٍ» ويُروَى «كَبِيرٍ».
وفي (بابِ قيامِ النَّبيِّ ﵇ في حَديثِ ابنِ عبَّاسٍ: «ثمَّ صَبَّ في الجَفْنَةِ فأكَبَّه بيَدِه عليها» كذا في جميعِ نُسخِ مُسلمٍ، والوجه: فكَبَّه على ما تقدَّم [ك ب ب].
وفي (بابِ الصُّلحِ): «يَرَى منِ امْرَأتِه ما لا يُعجِبُه كِبَراً أو غيرَه»[خ¦٢٦٩٤] كذا قيَّده الأَصيليُّ بفتحِ الباء، وهو الوجهُ، وضَبَطه غيرُه:«كبْراً -بسُكونِ الباء- وغيرَةً»؛ أي: تيهاً وشِدَّةَ غيرةٍ، والأوَّلُ أظهَرُ.
وفي حَديثِ إسلامِ أبي ذَرٍّ:«فأكَبَّ عليه العَبَّاس»[خ¦٣٨٦١] كذا للكافَّة، وعند العذريِّ:«فكبَّ» وهو خطَأ، والأوَّلُ الصَّوابُ وقد بيَّناه [ك ب ب].
قوله في حديثِ يحيى بنِ يحيى:«حدَّثنا حَنْظَلةُ الأُسَيِّدِيُّ، وكان من كِبَار أصْحابِ النَّبيِّ ﷺ» كذا لجُمهورِهم عن مُسلمٍ، وعند ابنِ عيسى أيضاً:«من كُتَّابِ النَّبيِّ ﵇»، ويعرَف بالكَاتبِ، وكذا جاء ذِكرُه:«عن حنظَلَةَ الكَاتِبِ» في السَّندِ الآخرِ.