وقوله:«فلم أُنعِمْ أن أصدِّقَهما»[خ¦٦٣٦٦] أي: لم تطِبْ نفسي بذلك.
وقوله:«فأَنعَم بها أن يُبرِدَ بها» أي: بالغَ في ذلك وأحسَنَ.
وقوله:«ولا نُنعِمُكَ عيناً»[خ¦٣١١٥] و «لا نُعمَةَ عينٍ» منه؛ أي: لا نُقِرُّ عينَكَ بذلك، والنَّعمةُ والنُّعمةُ: بالفتحِ والضَّمِّ: المسَرَّةُ، يُقال: نَعِمَ الله بك عيناً، ونِعمَ بك عيناً: بالكسرِ، وأنعَمَ بك عيناً، ونَعِمَكَ عيناً؛ أي: أقرَّ بك عينَ مَنْ يُحبُّكَ، وأنكرَ بعضُهم: نِعمَ الله بك عيناً، قال: لأنَّ الله لا يَنعَمُ، يريدُ نعمةَ المخلوقينَ، وإذا تُؤوِّلَ على موافقةِ مرادِ الله صحَّ لفظاً ومعنًى، ويقال: نُعْمُ ونُعمةُ عينٍ، ونُعمى عينٍ، ونَعيمُ عينٍ، ونُعامُ عين، ونَعامُ عينٍ، ونَعمى عينٍ، ونُعمى عينٍ؛ أي مسرَّتُها وقرَّتُها.
والنَّعمةُ بالفتحِ: التَّنعُّمُ. والنِّعمةُ بالكسرِ: اسمُ ما أنعمَ الله به على عبادِه، ومولى النِّعمةِ: المعتِقُ.
وقوله في حديثِ إبليسَ وسراياه:«نِعْمَ أنتَ» أي: صدقْتَ وفعلْتَ ما يوافقُني، وجئتَ بالمرغوبِ والطَّامَّةِ العظيمةِ، فحُذِفَ اختصاراً لِمَا يدُلُّ عليه المقصِدُ الذي ذكرناه قبلُ.
وقوله:«قال: نعم» في كثيرٍ من آخر الأحاديثِ في مسلمٍ، وهو من كلام الشَّيخِ المقروءِ عليه الحديثُ، وإنَّما يأتي هذا إذا كانَ أوَّلُ الحديثِ: قرأتَ على فلانٍ، أو حدَّثكَ فلانٌ فيما قرأتَ عليه، فإذا أكملَ الحديثَ قال له الشَّيخُ: نعَمْ؛ أي: هو كما قرأتَ، وهذا يسمِّيه أهلُ الحديثِ الإقرارَ.
وربَّما قالَ بعضُهم: مكان «قال: نعم»، «فأقرَّ به» و «نعَمْ» هنا للتَّصديقِ، وتأتي للعِدَّةِ، ويقالُ فيها:«نَعِم» بكسْرِ العينِ أيضاً، وهي لغةُ كِنانةَ وأشياخِ قريشٍ، وبها قرأ الكِسائيُّ، وقد جاءَ هذا اللَّفظُ كثيراً في نفسِ الحديثِ للتَّصديقِ أو للعِدَّةِ بحسَبِ سياقِه، وقد جاء في حديثِ ابن خَطَلٍ في كتابِ مسلمٍ:«فقال: اقتُلوه، فقال: نعَمْ، قال: يريدُ عنْه، فقال مالكٌ: نعَمْ» كذا جاءَ في بعضِ الرِّواياتِ مفسَّراً، ولم يكُنْ في كتُبِ أكثرِ شيوخِنا، ومن ذلك في كتابِ الفِتَنِ في البُخاريِّ:«حدَّثنا عليُّ بن عبدِ الله، حدَّثنا سفيانُ، قلتُ لعمرٍو: يا أبا محمَّدٍ: سمِعْتُ جابرَ بنَ عبدِ الله يقولُ: مرَّ رجلٌ بسِهامٍ في المسجدِ، فقال له رسولُ الله ﷺ: أمسِكْ بنِصالِها، قال: نعَم»[خ¦٧٠٧٣]. قائلُ ذلك عمرُو بن دينارٍ لسُفْيانَ، ونعَمْ: تصحِّحُ الموجبَ قبلَها، وتأتي جواباً للإيجابِ في الخبرِ والاستفهامِ فتحقِّقُه، ولا تأتي جواباً للنَّفي بحالٍ عندَ البَصريِّين، وأجازَه بعضُهم إذا أرادَ