للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي الرِّوايةِ الأُخرى في مسلمٍ: «فجَلسْنا في أُخرَياتِ السَّفينةِ» وهو ممَّا يُحتَجُّ به، وفي الرِّوايةِ الأُخرى: «فخرَج بَعضُهم على لَوحٍ من ألواحِ السَّفينةِ»، فقد يُجمَع بين هذه الرِّواياتِ، ويكونُ مرادُه بالأقرُبِ هذه الألواحَ التي خرَجوا عليها، جمعُ: قُرُبٍ، وهي الخاصرةُ، فتكون هذه الألواحُ من جوانبِ السَّفينةِ وأَواخرِها التي هي كالخواصرِ لها.

وقوله: «إذا تقرَّب عَبدي منِّي شِبْراً … تَقرَّبتُ إليه باعاً» [خ¦٧٤٠٥] تَقَرُّبُ العبدِ إلى ربِّه بالطَّاعةِ له والعملِ الصَّالحِ، وتقرُّبُ الله إلى عبيدِه بهدايته إيَّاهم، وشرِحه صُدورَهم، وتنبيهِه على ما يَقرُب به إليه، وكأنَّ المعنَى إذا قصدَ ذلك وعمِله أعَنتُه عليه، وسهَّلتُه له، وآتيتُه ممَّا طلب ما لم يَحتسِب، ويكون أيضاً: إذا تَقرَّبَ إليَّ بالطَّاعةِ في الدُّنيا جازيتُه في الآخرةِ بأضعافِها، وسُمِّي الثَّوابُ تقرُّباً؛ لمقابلةِ الكلامِ وتحسينِه، والشَّيء يُسمَّى بما كان من سببِه وأجْلِه.

وقوله: «لأُقرِّبنَّ بكم صلاةَ رسولِ الله » [خ¦٧٩٧] قيل: آتِيكم بما يُشبِهُها ويَقرُب منها، وكقولِه في الرِّوايةِ الأُخرى: «إنِّي لأَقرَبُكم شَبهاً بصلاةِ رسولِ الله » [خ¦٨٠٣]، وزعَم بعضُهم أنَّ صوابَه: «لأَقتَريَّن» بمعنى: أتتبَّعن، وهذا فيه من التَّكلُّفِ ما تراهُ.

وقوله: «كانت صلاتُه مُتَقارِبةً» أي: في التَّخفيفِ غيرَ مُتباينةٍ بالطُّول والقِصرِ جدّاً، مثلُ قولِه في الحديثِ الآخَر: «وجدُت قيامَه ورُكوعَه فاعتدَاله … فسجْدَتَه -إلى قولِه: - قريباً من السَّواءِ».

وقوله: «فرفعتُها -يعني فرسَه- تُقَرَبُ بي» [خ¦٣٩٠٦] بتشديدِ الرَّاءِ وتُفتح وتُكسرُ، وهو ضرْبٌ من الإسراعِ في السَّيرِ، قال الأصمعيُّ: التَّقريبُ أن ترفعَ الفرسُ يدَيها معاً وتضَعهما معاً.

وقوله: «وكان المسلمون إلى عليٍّ قَريباً حين راجَع الأمرَ والمعروفَ» [خ¦٤٢٤١] أي: رجَعوا إلى مُوالاتِه بعد مُباعدتِهم منه؛ لما كان مِنه.

وقوله: «أرَى شَيطانك تَرككَ لم أره قَرِبكَ» كذا ضبطناهُ في صحيحِ مسلمٍ والبخاريِّ [خ¦٤٩٥٠]، وكذا يجِب أن يُضبَط -بكسرِ الرَّاء- إذا كان مُعدًّى بفعلِه، أَقْرَبُه بالفتحِ في المستقبلِ، فإذا لم يُعدَّ قلتَ: قرُب الرَّجلُ بالضَّمِّ، وكذلك قرُبتُ من فلانٍ إذا عدَّيتَه بحرفِ الصِّفةِ، ومن الماءِ تقول: قَرَب الرَّجلُ الماءَ -بالفتحِ- إذا طلبَه ليلاً، فهو قارِبٌ، ولا يُقال في النَّهارِ.

وقوله: «ونحن شَبَبَةٌ مُتقارِبون» [خ¦٦٣١] فسَّره في الحديثِ الآخَر خالدٌ الحذَّاءُ: «مُتقارِبون في القِراءةِ» ويحتملُ أنَّهم مُتقارِبون في السِّنِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>