وكانَت أسرَعَنا لُحوقاً به، وكانَت تحِبُّ الصَّدقَة» [خ¦١٤٢٠] ظاهرُ هذا الحديثِ أنَّ المُرادَ بجَميعِه سَودَة، وفي الكَلامِ تَلفِيفٌ، وإنَّما كانت سَودَة أطوَلُهنَّ يداً بالجِسمِ والخِلْقةِ، والمُرادُ بقَولِه:«فعَلِمْنا بعدُ أنَّما كانَت طُولَ يَدِها بالصَّدقةِ» إلى آخرِ الكَلامِ زينَبُ بنت جَحشٍ لا سَودَة، كما جاء في غَيرِ هذا الحديثِ مُفسَّراً.
٢٥٦٧ - وفي آخر (باب ذِكْر الَملائكةِ) إلى قَولِه: «وترَكْناهُم وهم يُصلُّون»[خ¦٣٢٢٣] انتَهى الحديثُ عند المَروَزيِّ والنَّسفيِّ هنا، كما انتهَى في كتابِ «المُوطَّأ» ومُسلمٍ بغَيرِ خِلافٍ، وفي كتابِ الجُرجانيِّ وابنِ السَّكنِ مُتَّصلاً به من الحَديثِ:«وإذا قال أحدُكم: آمين والمَلائكَة في السَّماء: آمين، فوافَقت إحدَاهُما الأُخرَى غُفِر له ما تقدَّم من ذَنبِه» وهذا الكَلامُ عند الآخرِ تَرجَمة، وهو أشبَه، ولكن لم يَدخُل تحتَه حديثٌ يدُلُّ عليه ويُطابِق التَّرجمةَ، لكن لا يُستَبعد هذا على البُخاريِّ فإنَّ كتابَه لم يتمَّه كما أراد حتَّى اخترَمتْه المَنِيَّة.
٢٥٦٨ - وفي تَفسيرِ قَولِه تعالى: ﴿فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ﴾ [الأحزاب: ٢٣] قولُه في خُزيمَةَ ابنِ ثابتٍ الأنصاريِّ: «الَّذي جعَل رسولُ الله ﷺ شهادته شَهادَة رَجلَين».
٢٥٦٩ - وفي حَديثِ «أكرمُ الناس» وقَع فيها في الأُمَّهات اختلافُ رِوايَاتٍ، ففي بَعضِها:«نبِيُّ الله ابنُ نبِيِّ الله» مرَّتَين، وفي بَعضِها:«يوسف ابن نبي الله ابن نبيِّ الله-مرَّتَين- ابن خليل الله»، وفي بَعضِها:«يوسفُ نبِيُّ الله ابن نبيِّ الله ابن نبيِّ الله ابن خليل الله»[خ¦٣٣٧٤]، وهو الصَّوابُ؛ لأنَّه يُوسُف بنُ يعقوبَ بنِ إسحاقَ بنِ إبراهيمَ أربَعة أنبِيَاء رابِعُهم الخليلُ ﵇.
٢٥٧٠ - وفي الفَرائضِ قولُه:«أنا أولَى بِالمُؤمِنِينَ مِن أَنفُسِهِم وأَزوَاجُه أُمَّهاتُهُم فمَن مات وترَك كَلًّا» الحديثَ، كذا للأَصِيليِّ وحدَه، وزيادة قوله:«وأَزواجُه أُمَّهاتُهم» هنا خطَأ، وهو ساقِطٌ للجَماعةِ [خ¦٦٧٤٥]، وفي سائرِ الأحاديثِ، ولا معنَى له هُنا.
٢٥٧١ - وفي (باب إنَّ رَحمَتِي سَبقَتْ غَضَبِي) قولُه: «وقالَتِ النَّارُ، فقَال للجنَّة: أنتِ رَحمتِي» -نقصَ منه قولَ النَّار: - «ما لي لا يدخُلنِي إلَّا» -ثمَّ ذكَر الحديثَ: - «فأمَّا الجنَّة فإنَّ الله لا يظلِمُ من خَلقِه أحَداً، وإنَّه يُنشِئُ للنَّارِ مَن يشاء فيُلقَونَ فيها فتَقُولُ هل مِن مَّزِيدٍ ثلاثاً حتَّى يضَع قدَمَه فيها فتَمتَلِئُ»[خ¦٧٤٤٩] قال بعضُ المُتعقِّبين: هذا وَهمٌ، والَمعروفُ في الإنشاء إنَّما هو للجنَّة.