فجعَلاهما رجلَين، وكذلك ترجَم النَّسائيُّ علَيهِما ترجَمتَين.
وقوله:«من أشجع» قد تقدَّم قولُ البُخاريِّ أنَّه بجَلِيٌّ.
٢٥٧٥ - وفي «لَعنِ المُؤمِن كقَتلِه» في حَديثِ أبي غسَّانَ المِسمَعيِّ: «ليسَ على رَجلٍ نَذْرٌ فيما لا يَملِكُ، ولعنُ المُؤمنِ كقَتلِه، ومن قتَل نفسَه بحَديدَةٍ … » -الحديثَ، وفي آخِرِه: - «ومَن حلَف على يَمينِ صَبرٍ فاجِرَةٍ» كذا لكافَّة شيُوخِنا، وهو كلامٌ ناقِصٌ لا خبَر للمُبتدَأ، ولا تقدَّمه ما يضمرُه على مَعنَاه، وصَوابُه:«على يمينِ صَبرٍ فاجرٌ» وكذا كان في أصلِ كتابِ التَّميميِّ بخَطِّ ابنِ العسَّالِ من رِوايَةِ ابنِ الحذَّاء.
٢٥٧٦ - وقوله في أخبارِ جابرٍ الجُعفيِّ وقول الرَّافِضَة:«إنَّ عليّاً في السَّحابِ، فلا يُخرَجُ مع مَن خرَج من وَلدِه حتَّى يُنادِي مُنادٍ من السَّماءِ: اخرُجوا مع فُلانٍ» كذا لهم، وهو الصَّوابُ، ومَفهومُ سياقِ الكَلامِ، و «يُخرَج» مَضمُوم الأوَّل على ما لم يُسمَّ فاعِلُه، وعند ابنِ الحذَّاء:«فلا يَخرُج يَعنِي مَن خرَج»، والأولُ الصَّواب.
٢٥٧٧ - وفي حَديثِ الشَّفاعةِ:«نجِيءُ نحنُ يومَ القِيامَةِ عن كَذَا وكَذَا أنظرْ أيْ ذلك فوق النَّاس» كذا في جميعِ النُّسخِ، وفيه تغيِيرٌ كثِيرٌ، وتصحِيفٌ وتَلفِيفٌ، وصَوابُه:«نجيء يومَ القيامَةِ على كَومٍ أو تَلٍّ»، أو «نحنُ نُحشَر يوم القِيامَة على كَومٍ» وكذا جاء في غير كتابِ مُسلمٍ، فذَكَر الطَّبريُّ في «تَفسيرِه» عن ابنِ عُمرَ: «فيَرقَى؛ يعني محمَّداً ﵊، هو وأمَّتُه وأصحابُه على كَومٍ فوقَ النَّاس»، وذكَر من حَديثِ كَعبِ بنِ مالكٍ:«يُحشَر النَّاسُ يومَ القيامةِ فأكُونُ أنا وأُمَّتي على تلٍّ»، ونحوُه في كتابِ ابن أبي خَيثمَةَ، وحديثُ الطَّبريِّ أتقَن، فدخَل في كتابِ مُسلمٍ فيه من التَّغييرِ ما تَراهُ، وكأنَّ مُسلماً أو مَن قبلَه، أو أقرب رُواتِه شَكَّ في لَفظِة «كوم» أو «تلٍّ» فعبَّر عنه «بكذا وكذا»، وحقَّق أنَّ مَعنَاه العلوُّ، فقال:«أيْ ذلك فوقَ النَّاس» على تَفسيرِ المَعنَى، ثمَّ كتَب عليه:«انْظُر» تَنبِيهاً، فجمَع النَّقلةُ الكَلامَ كلَّه، ولفُّوه على هذا التَّخليطِ.
٢٥٧٨ - وقوله في حَديثِ الشَّفاعةِ أيضاً من رِوايَةِ زُهيرٍ:«فيَأتِيهم الله في صُورَةٍ غيرِ صُورَتِه الَّتي يَعرِفُون» كذا للسَّمرقَنديِّ والسِّجزيِّ وابنِ ماهانَ والطَّبريِّ، وعند العُذريِّ:«في صُورةٍ لا يَعرِفُونها»، وهو أصوَب الكَلامِ وأصَحُّ في المَعنَى، وعلى الصَّوابِ جاء في «صحيح البخاري»[خ¦٧٤٣٧] في كتاب القِيامَة والحَشرِ من غير إضافة الصُّورةِ إلى الله تعالى، وتكون «في» هنا بمعنَى «الباء»؛ أي: بصُورةٍ يختَبِرُهم ويفتنهم بها من صورة المَخلُوقِين، وهي آخر مِحَن المُؤمنِين، ألا ترَاه قال في