للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحَديثِ: «نعُوذُ بالله منك، هذا مكانُنا حتَّى يأتيَنا ربُّنا، فإذا أتانا عرَفْناه» [خ¦٦٥٧٣]، وفي الحَديثِ الآخَرِ: «كيف تَعرِفُونه؟ قالوا: إنَّه لا شَبِيه له»، وقد جاء في البُخاريِّ في كتاب التَّوحيدِ في حديثِ عَبْدةَ ابن عبد الله: «في صُورَتِه الَّتي يَعرِفُون» [خ¦٧٤٣٦]، وفي حديثِ ابنِ بُكيرٍ: «في صُورَةٍ غير صُورَتِه الَّتي رأوه فيها» [خ¦٧٤٣٩]، قيل: الصُّورةُ هنا بمعنَى: الصِّفةِ، كما يقال: صُورَة هذا الأمر كذا؛ أي: صِفتُه، وهو يرجِعُ إلى المَعنَى الأوَّل من صِفاتِ بَعضِ مخلُوقاتِه، أو أهوال عَظيمةٍ، وقد بسَطْنا هذا وأشبَعْنا الكَلامَ في شَرحِ مُشكلِه في كتاب «شرح مسلم».

٢٥٧٩ - وفي هذا الحَديثِ أيضاً قوله: «فما مِنكُم من أحدٍ بأشدَّ مُناشَدَةً لله في استِقْصاء الحقِّ من المُؤمنِين لله لإِخوَانِهم» كذا عند جَميعِ رُواتِه، وصَوابُه: «بأشَدَّ مُناشَدة لي»، وكذا جاء في البُخاريِّ [خ¦٧٤٣٩] من رِوايَة ابنِ بُكيرٍ.

٢٥٨٠ - وفيه أيضاً قوله: «يا ربَّنا! فارَقْنا النَّاس في الدُّنيا أفقَرَ ما كُنَّا إليهم ولم نُصاحِبهم»، ونحوُه في البُخاريِّ [خ¦٤٥٨١] من رِوايَة حَفصِ بنِ مَيسرَةَ، قيل: صَوابُه أوَّلاً «إنَّنا فارَقْنا»؛ لأنَّ بعدَه: «فيقُولُ: أنا ربُّكم، فيقُولُون: نعُوذُ بالله منك»، وتمامُ الخبرِ وفائدَتُه في كتابِ التَّوحيدِ من كتابِ البُخاريِّ [خ¦٧٤٣٩]: «فارَقْناهم ونحنُ أحوَج مِنَّا إليه اليَوم» أي: فارَقنا النَّاس في الدُّنيا ولم نُصاحِبهم بتَقديمِ لَفظةِ «نُصاحِبْهم»؛ أي: من لم يُؤمِن بالله وكفَر به، كما فارَقْناهم في المَحشرِ ونحنُ أحوَج إليه اليَوم؛ أي: إلى الله، وهو بمعنَى «أفقَر» في حديثِ مُسلمٍ والبُخاريِّ [خ¦٤٥٨١]؛ أي: المُتقدِّم بهاء الضَّميرِ المُفرَدة العائدَة على الله تعالى؛ أي: مُحتاجُون إلى رَحمتِه وفَضلِه.

٢٥٨١ - وفي كتابِ الزَّكاةِ في حَديثِ عَمرٍو النَّاقدِ وَهمٌ وقَلبٌ كثيرٌ وتَغيِيرٌ، ففِيهِ قولُه: «مَثلُ المُنفقِ والمُتصدِّق»، وهو وَهمٌ، وصَوابُه «مَثلُ البَخيلِ والمُتصدِّق» كما جاء في الأحاديثِ الأُخرِ بعدَه، وكما ذكره البخاري [خ¦١٤٤٣].

وفيه: «كَمَثلِ رجُلٍ عليه جُبَّتانِ» على الإفرادِ، وهو وَهمٌ، وصَوابه «كمثل رجلَين عليهما جُبَّتان» كما في الرِّوايات الأخرِ [خ¦١٤٤٣].

وقوله: «جُبَّتان أو جُنَّتانِ» صَوابُه النُّون، كما بيَّنه في الحَديثِ الآخَرِ بقَولِه: «من حَديدٍ» [خ¦١٤٤٣]، وقوله هنا: «وأخَذَت كلُّ حَلْقةٍ مَكانَها» وقد ذكَر البُخاريُّ [خ¦١٤٤٣] الاخْتِلافَ فيه عن طاوسٍ وغَيرِه، ومن روَاه بالنُّون ومَن روَاه بالباء، والنُّون هو الصَّوابُ كما قُلنَاه، ودلَّ عليه سِياقُ الحَديثِ.

<<  <  ج: ص:  >  >>