وقوله:«البيِّعان بالخيارِ ما لم يتفَرَّقا» كذا لكافَّة رواةِ «الموطَّأ» ومسلمٍ والبُخاريِّ [خ¦٢٠٧٩]، وعندَ أبي بحرٍ عن العُذريِّ في حديثِ يحيى بنِ يحيى عن مالكٍ:«ما لم يَفْتَرِقا»[خ¦٢١٠٨] وكلاهُما بمعنًى، لكن اختلفَ الفُقهاء في معنى هذا التَّفرُّق، فذهبَ مالكٌ وأصحابُه إلى أنَّه بالقولِ، وذهب جمهورُهم إلى أنَّه بالأبدانِ، وذهبَ بعضُ اللُّغويِّين وحكاهُ الخطَّابيُّ عن المفضَّل بنِ سلمةَ إلى التَّفريق بين اللَّفظَينِ، فقال: يفتَرِقا باللَّفظ، ويتَفرَّقا بالأجسامِ.
وقول مالكٍ:«من قَرَنَ الحجَّ والعمرةَ، ثمَّ فاته الحجُّ، فعليه أن يحجَّ قابلاً، ويَفرُق بين الحجِّ والعمرةِ» كذا عندَ أحمد بنِ سعيدٍ من رواةِ «الموطَّأ»، ولغيرِه:«ويقرِنَ» وهو الصَّوابُ ومذهبُ مالكٍ المعلومُ.
وقولُه في فضلِ العِشاءِ:«فرَجَعنا فَرُحنا بما سمِعْنا من رسولِ الله ﷺ» كذا عندَ جماعةٍ، وعندَ الأَصيليِّ أيضاً:«وفرِحْنا»[خ¦٥٦٧]، وعندَ أبي ذرٍّ:«فرحَى» وهو وجهُ الكلامِ، جمعُ فارحٍ.
وفي عُمرةِ عائشةَ من روايةِ ابنِ بشَّارٍ:«حتَّى إذا فرَغْتُ … وفرَغْتُ» كذا في النُّسخِ من كتابِ البُخاريِّ [خ¦١٥٦٠]، قال بعضُهم: ولعلَّه: «حتَّى إذا فرغ وفرغتُ» يعنِي: أخاها، وبعدَه:«أفرغتم»، وفي أوَّلِ الحديثِ:«ثمَّ افرُغا، ثمَّ ائتياني».
وقوله في حديثٍ:«ولا أنامُ على فِراشٍ» ووقعَ في بعضِ النُّسخِ ووجدتُه في كتابي: «على فراشي» والأوَّل أوجَه؛ لأنَّه لم يَرد تخصيصُ فراشِه من غيرِه.
وفي (بابِ الفتنِ): «بعثتُ أنا والسَّاعة كهاتَين، وفرَّق بين السَّبَّابةِ والوسطى» كذا للجُرجانيِّ وابنِ السَّكن والنَّسفي، ولغيرِهم:«وقَرَنَ»[خ¦٥٣٠١] وهو المعروفُ والصَّوابُ والمذكورُ في غيرِ هذا البابِ.
وقوله:«كنت شاكياً بفارسَ، وكنت أصلِّي قاعداً، فسألتُ عن ذلك عائشةَ» كذا الرِّواية في جميعِ نُسَخ مسلمٍ بالباءِ والفاءِ، وكان القاضي الكِنانيُّ يقول: صوابُه نقارِس جمعُ نِقرِس، وهو وجعٌ يأخُذ في الرِّجلِ، وعائشةُ لم تدخُل قطُّ بلادَ فارِس، قال