أبو زيدٍ المروزيُّ، وأنكر يعقوبُ بن شيبةَ فيه التَّشديدَ، وحكى البخاريُّ عن شُعيب فيه التَّخفيفَ [خ¦٣٣٥٦]، وأمَّا الحديثُ الآخَر في الذَّكاةِ:«فَذكَّه بقَدُوم» مخفَّفةٌ لا غيرُ آلةُ النَّجارِ، وكذلك في حديثِ الخَضِر:«فنزع لَوْحاً بالقَدَوم»[خ¦٣٤٠١] كذلك.
وأمَّا الحديثُ الآخَرُ:«حتَّى إذا كانوا بطَرفِ القَدُّوم» فاختُلف فيه، وهو موضعٌ، ورُوي بفتحِ القاف وضمِّها، وبالتَّخفيفِ والتَّشديدِ، والفتحُ والتَّشديدُ أكثَر، وسنذكرُه مبيَّناً في أسماءِ المواضعِ آخِرَ الحرفَ.
وكذلك قولُه في حديثِ أبي هريرةَ:«تدلَّى علينا مِن قَدُومِ ضَأنٍ»[خ¦٢٨٢٧] هو مخفَّفٌ، اسمُ موضعٍ، صوابُه الفتحُ، وهو أكثَر الرِّواياتِ، وقد ضمَّه بعضُهم، وسنزيدُه بياناً في أسماءِ المواضعِ بعد هذا، وتأوَّلَه بعضُهم:«ضأن» أي: المتقدِّمُ منها، وهي رؤُوسُها، وقد ذكرناه في حرفِ الضَّاد، وهو وهمٌ وخطَأٌ بيِّنٌ.
وقولُه في فضائلِ أبي طلحةَ:«وكان … رجلاً رامياً شديد القدِّ، تكسَّر يومئذ قوسين أو ثلاثة» كذا لكافَّتهم، وعند بعضهم:«شديد القِدِّ -بكسر القافِ- يَكسِر»[خ¦٣٨١١] بفتحِ الياء، كأنَّه يُشير إلى شدَّةِ وتَر القَوسِ إن صحَّت هذه الرِّوايةُ، وقد فسَّرناها والاختلافَ فيها والصَّوابَ من ذلك في حَرفِ الكافِ.
وفي حديثِ مُعاذٍ:«إنك تَقْدَمُ على قَومٍ»[خ¦١٤٥٨] كذا روايةُ الجماعةِ، وعند ابنِ ماهانَ:«تقومُ»، وهو تغيِيرٌ ووهمٌ، وإن صحَّ فمعناه: تلِيهم وتقومُ على أُمورِهم، وهو كان الوالي، ولكنَّ اللَّفظَ الأوَّلَ هو المعروفُ.
وفي حديث جابرٍ في روايةِ محمَّدِ ابن عبدِ الأعلى:«فجَعل بعدَ ذلك يَتَقدَّمُ النَّاسَ»، وعند العُذريِّ:«يقْدُمُ».
وقوله:«إن كان رسولُ الله ﷺ يَتَقَدَّرُ في مرضِه أين أنا؟» كذا روايةُ الجميع بالقافِ؛ أي: يُقدِّر أيَّامَ نسائهِ، وعند بعضِهم:«يَتَعَذَّرُ»[خ¦١٣٨٩] قيل معناه: يتمنَّعُ، وقد ذكَرْناه في حَرفِ العين.
وكذلك تقدَّم هناكَ الخلافُ في قولِه:«وما الله أعلمُ بقدْرِ ذلك»، و «بعُذر ذلك».
وقوله:«اقْدُم حَيْزُومُ» كذا ضبَطْناه عن أبي بَحرٍ في كتابِ مُسلمٍ، وفي (السِّيَرِ) بضمِّ الدَّال من التَّقدُّم، يُقال: قَدَم القومَ بالفتح في الماضي إذا تقدَّمَهم، وضبَطناه عن القاضي التَّميميِّ فيهما:«أَقْدِم»، وكذا قيَّده عن أبي مَروانَ بنِ سِراجٍ، وكذا قيَّدتُه أنا عن ابنِه أبي الحُسين شيخِنا:«أَقْدِم»، وحكاه ابنُ دُريدٍ بفتحِ الهمزة وكسرِ الدَّال، أمرٌ من الإقدَام، قال ابنُ دُريدٍ: وجاء في الخبرِ: «اِقدَم حيزومُ» بكسر الهمزةِ، يريدُ وفتحِ الدَّال، والوجه ما أنبأتُك بِه، وقال ثابتٌ:«أقدِم» بكسرِ الدَّال؛ تقدَّم في