والطَّهور، والغُسل والغَسل، وحكى الأصمعيُّ غَسلاً وغُسلاً معاً، قال ابنُ الأنباري: والوَجهُ الأوَّل، يعني التَّفريقَ هو المَعروفُ، والَّذي علَيه أهلُ اللُّغةِ، قال: والضَّمُّ مَصدَر التَّوضِّي، يقال: وَضُؤَ يَوْضَأُ وُضُوءاً ووضَاءَة، واشتِقاقُ الوُضُوء من الوَضاءةِ، وهي النَّظافةُ والحسنُ؛ لأنَّه يُحسِّن الإنسانَ ويُنظِّفه.
وقوله:«الوُضُوءُ ممَّا مسَّت النَّارُ»[خ¦٥٤٥٧] بالضَّمِّ من هذا؛ لأنَّه تنظِيفٌ، فحمَلَه كثيرٌ من السَّلفِ وبعضُ العُلماءِ على الوُضوءِ الشَّرعيِّ، وحمَلَه آخرُون على اللُّغويِّ، وهو غسلُ اليدِ وما أصابَت من زَهمِه، ومنه «الوُضوءُ قبلَ الطَّعامِ وبَعدَه».
وكذلك اختلَفوا في معنى أمرِه الجُنبَ بالوُضوءِ قبل أن ينامَ، فقيل: المرادُ به الوُضوء الشَّرعي، وهو مَذهَب كافَّة العُلماءِ على اختِلافِهم في وجُوبه واستِحْبابه، وقيل: المرادُ به الوُضوء اللُّغوي، غسلُ ما به من أذى إذا أرَاد أن ينامَ أو يطعمَ.
وقوله:«خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فتَوضَّئي بها»[خ¦٣١٥]، ويُروَى:«فتَطَهَّري»[خ¦٣١٤]، تَفسيرُه في الحَديثِ الآخَر:«تتبَّعي بها أثرَ الدَّمِ» أي: تطيَّبي بها وتَنظَّفي، ومرَّ في باب: الميمِ.
وقوله:«فأُتِي بمِيضأَةٍ» هي المِطهَرة الَّتي يُتَوَضَّأ منها، مِفعلَة من الوضُوء، والميمُ زائدَةٌ.
وقوله:«أنْ كانت جارتُكِ أَوضَأَ منكِ»[خ¦٥١٩١] أي: أحسَن، وكذلك قوله:«وكان الفضلُ رجلاً وَضِيئاً»[خ¦٦٢٢٨]، وكذلك قوله:«لقلَّ ما كانَت امرأةٌ وَضيئَةٌ»[خ¦٢٦٦١] أي: حسَنة، وقد يُسهَّل ويُترَك همزه وتُشدَّد ياؤه وللإدغامِ، فيقال: وَضِيَّة، وقد ذكَرنَا الخلافَ في هذا الحرفِ في الحاء، والوَضاءَةُ: النَّظافةُ والحسنُ.
وقوله في حَديثِ المِطهَرةِ:«فتَوضَّأَ منها وُضوءاً دون وُضوءٍ»، وفي حَديثِ الشِّعبِ:«فبالَ فتوضَّأَ دون وُضُوء» * [خ¦١٣٩] قيل في حَديثِ الشِّعبِ: استَنجَى ولم يَتوضَّأ للصَّلاةِ، وقيل في حَديثِ المِطهَرةِ: وُضوءاً دون استنجاء؛ أي: اقتصَر على الاستِجْمارِ، ويحتَمِل أنَّه أراد توضَّأ وضُوءاً خفِيفاً، وكذا جاء مُفسَّراً في حَديثِ قُتيبَةَ:«فتَوضَّأَ وُضُوءاً خَفِيفاً»[خ¦١٦٦٩]، كما قال في الرِّوايةِ الأُخرَى:«فتَوضَّأَ ولم يُسبغِ الوُضوءَ»[خ¦١٣٩] وهو عندي أظهَر فيهما وأولى بما ذكَرْنا، وقد تقدَّم في حرفِ السِّين [س ب غ].
وفي قيامِ اللَّيلِ:«فتَوضَّأ وضُوءاً بين الوُضُوءَين»، فسَّره في الرِّواية الأُخرَى:«فتَوضَّأَ ولم يُكثِر … الماء، ولم يُقَصِّرْ»، وفي الرِّوايةِ الأُخرَى: «وُضوءاً حَسَناً بين