الشَّيء وإحكامه، وقال أبو عمرو: الثمُّ الرَّمُّ، وفي كتاب «العين»: ثمَمْتُ الشَّيء أحكَمْته وأصلَحْته، والرَّمُّ الإصْلاحُ، وقيل: الثَّمُّ والرَّمُّ بالفَتحِ الخيرُ والشَّرُّ.
وفي الخَذفِ:«أُحدِّثك أنَّ النَّبيَّ ﷺ نهَى عن الخَذْفِ ثمَّ تَخذِفُ» كذا لهم، وعند القاضي الصَّدفيِّ عن العُذريِّ:«لِمَ تَخذِفُ» باللَّامِ مَكسُورة، والأوَّلُ أبيَنٌ، وهذا وهمٌ.
وفي حَديثِ الفِتَنِ:«ثمَّ وقَعتِ الثَّالثةُ فلم ترتَفِع وفي النَّاس طَبَاخٌ»[خ¦٤٠٢٤] كذا في جَميعِ نُسخِ البُخاريِّ، والمَعروفُ:«ولو وَقَعتِ الثَّالثةُ» وبهذا النَّصِّ ذكَره ابنُ أبي شيبَةَ.
قوله في (باب الرَّمي والنَّحر) في كتاب مُسلمٍ في حَديثِ يحيَى بنِ يحيَى: «ثُمَّ أتى مَنزِله بمنى ونَحَر ثَمَّ» الأولى «ثُمَّ» المَضمُومة حرف عَطفٍ، والآخِرةُ مَفتُوحة ظرف مَكانٍ، وسقَطت هذه الأخِيرَة عند بَعضِ شيُوخِنا وسُقُوطها أصوَب.
وقوله:«فكان يُعَلِّمُ المكانَ الَّذي صلَّى فيه ﵇، يقول: ثمَّ عن يَمِينك» كذا في سائرِ النُّسخِ عن البُخاريِّ [خ¦٤٨٥]، وهو تصحِيفٌ عِندَهم، وصَوابُه:«بعواسج كُنَّ عن يَمِينك» فتَصحَّف بقوله: «يقول: ثمَّ» والله أعلَم، كذا نَبَّهَنا عليه بعضُ شيُوخِنا، وقال: إنَّه قد جاء كذلك في بَعضِ الأحاديثِ، وذكر الحُميديُّ هذا الحرفَ فقال:«ينزل ثمَّ عن يَمِينك» كأنَّ: «يقول» مُصحَّف من «ينزل» والإشكال باقٍ، وما ذكَرْنا بيِّنٌ إن شاء الله.
وقوله في (بابِ رَحمةِ الوَلدِ) في حَديثِ محمَّد بنِ كَثيرٍ: «أن تجعَل لله ندَّاً وهو خلَقَك، ثمَّ قال: أيُّ؟ قال: أن تقتُل ولَدَك، ثمَّ قال: أيُّ؟ قال: أن تُزانِي حَلِيلَة جارِكَ» كذا في جميعِ نُسخِ البُخاريِّ هنا [خ¦٦٠٠١]، وصَوابه ما ذكَرَه هو وغيرُه في غير هذا البابِ:«قال: ثمَّ أيُّ»[خ¦٤٤٧٧] بتَأخيرِ «ثمَّ» وتَقديمِ «قال».
وقولُه في كتابِ التَّفسيرِ:«﴿فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ﴾ [المؤمنون: ١٠١] في النَّفخَة الأولى، ثمَّ نُفِخَ في الصُّورِ ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء الله﴾ [الزمر: ٦٨] فلَا أَنسَابَ عند ذلك ولَا يَتَسَاءلُونَ، ثمَّ في النَّفخَةِ الثَّانية ﴿أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ﴾ [الصافات: ٢٧]»[خ¦٦٥/ ٤١ - ٧٠٥٨] كذا في جَميعِ النُّسخ، وصَوابه إسقاط «ثُمَّ» الأولى، وبه يستَقِلُّ الكَلامُ، وكذا جاء في غَيرِ